أكد كاتب الدولة المكلف بالاستشراف والإحصائيات، بشير مصيطفى، على ضرورة وضع نظام وطني لليقظة الإستراتيجية كأداة تساعد في اتخاذ القرارات وتجنب الجزائر من الوقوع في أزمات مستقبلا. وأورد الوزير بمناسبة تنظيم دائرته الوزارية أمس، بفندق هيلتون الجزائر، ورشة دولية حول نظام اليقظة الإستراتيجية وذلك تطبيقا لصلاحيات كاتب الدولة المنشورة بالجريدة الرسمية بداية هذا الشهر. وتهدف هذه الورشة التي يشارك فيه ممثل الاتحاد الأوروبي بالجزائر - في إطار برنامج التعاون بين الجانبين - إلى تحسيس القطاعات الوزارية وهيئات المجتمع المدني والرأي العام، بأهمية إطلاق نظام وطني لليقظة الإستراتيجية في آفاق بناء نظام وطني للاستشراف، يسمح بتوقّع اتجاهات المستقبل الاقتصادية والمالية والاجتماعية بشكل أدق. وشرعت كتابة الدولة لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصاء في إطار صلاحياتها في خطة عمل لإنجاز هذا النظام وفق المنهجية العلمية المطلوبة. ويتوقع أن ينتهي إنجاز العمل في غضون العام القادم .2014 ويهدف المشروع إلى بناء لوحة قيادة لكل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في التوازنات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى للبلاد لفترة لا تقل عن 20 سنة وتمتد إلى نصف قرن. وستمكن هذه اللوحة من التمتع بنظرة ديناميكية لخطط الحكومة وتسمح بتجاوز البرامج قريبة المدى إلى الخطط بعيدة المدى، وذلك في إطار نظرية النظم الديناميكية. وبالتالي لن تكون هناك، بفضل هذا النظام، أية حاجة لإعادة تقييم المشاريع أو إعادة هيكلتها أو إلى القوانين المالية التكميلية. كما يمكّن هذا النظام الحكومة من حصر الطلب الداخلي المستقبلي على الأسواق والخدمات مثل التعليم والسكن والشغل والسلع لفترة تصل إلى ما بين 20 و50 سنة، مما سيجنّبنا الصدمات أو الهزات الناجمة عن التغيرات المستقبلية.