يضاف الطفلان المغدوران هارون وابراهيم اللذان عثر عليهما أول أمس بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، إلى قائمة طويلة من الأطفال الذين تعرضوا للقتل والتنكيل وواجهوا نفس المصير بين أيدي وحوش بشرية. فبعد ياسر وشيماء وسندس وصهيب وريان وعبد الرؤوف، كان هارون وإبراهيم آخر ضحايا الجرائم البشعة التي ضربت أمن العائلات الجزائرية وهزت استقرارها. وتعيد حادثة اغتيال الطفلين هارون وإبراهيم إلى الأذهان تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له الطفل ياسر جنحي بالمدينة الجديدة ماسينيسا في قسنطينة سنة ,2008 وسنه لا يتجاوز الثلاث سنوات، بعدما استغل جاره غفلة عائلته وقام باقتياده إلى مسكنه المجاور ليقتله بعد الاعتداء عليه. ولا يختلف مصير الطفلة سندس قسوم ذات ال 6 سنوات عن سابقيها، حيث واجهت الغدر من مقربيها وتحت سقف منزلها في درارية بالعاصمة بعدما قامت زوجة عمها بخنقها وإخفاء جثتها في خزانتها. وإن كان قتلة ياسر وسندس وهارون وابراهيم قد تم التعرف والقبض عليهم، فإن عائلات عديدة حرمت من فلذة كبدها، ما زالت تنتظر العثور على مفقوديها أو فك ألغاز وطلاسم الجرائم التي ارتكبت في حق أبنائها، وبات القبض على المجرمين مطلب أساسي قد يساعدها على تخطي الآلام وتحقيق القصاص لأبنائها. فقاتل شيماء يوسفي مازال طليقا بعد حملات البحث الواسعة عنه التي قادتها الجهات الأمنية، الأمر الذي يجعله بعيدا عن العقاب ويترك القضية بعيدة عن معرفة الأسباب الحقيقية وراء ارتكاب هذا الفعل الشنيع. ويلف الغموض العديد من القضايا المشابهة، فالبحث في حيثيات اختفاء الطفل ياسر بن عمران من منزل جده بحي فايزي ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة، لم يسفر بعد عن الوصول إلى أي معلومات بخصوصه، فيما يبقى مغرق صهيب ذو ال5 سنوات وشقيقته ريان ذات ال8 سنوات في بئر بفالمة طليقا، ذلك أن الجهات المختصة لم تتمكن من فك لغز الجريمة إلى حد اليوم وجرائم أخرى تنتظر الحل.