سقطت عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى ''بانغي''، أمس، في يد المتمردين، في هجوم خاطف، حيث سيطروا على القصر الرئاسي والمقرات الرسمية، في حين فر الرئيس فرانسوا بوزيزي جنوبا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية (الزائير سابقا) عبر نهر أوبانغي، في الوقت الذي قتل ستة جنود جنوب إفريقيين على يد المتمردين، بينما دعت فرنسا مجلس الأمن للانعقاد لدراسة التطورات الجارية في هذا البلد. وصرح المتحدث الحكومي، كريبين مبولي جومبا، بأن متمردي ائتلاف سيليكا سيطروا على كل المواقع الإستراتيجية بالعاصمة، بينما ذكر مستشار رئاسي أن الرئيس بوزيزي عبر نهر أوبانغي إلى الكونغو الديمقراطية صباح أمس. ولم يظهر الرئيس الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات، علنا منذ زيارة قصيرة قام بها، الخميس الماضي، إلى حليفه الجنوب إفريقي جاكوب زوما في بريتوريا. وأفاد مصدر ل''فرانس برس'' بأن الرئيس ''غادر البلاد على متن مروحية'' دون تحديد وجهته. ويكفي عبور نهر أوبانغي لدخول مدينة زونغو في جمهورية الكونغو الديمقراطية. في حين قال مسؤول بالأمم المتحدة إن حكومة الكونغو الديمقراطية ''طلبت من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نقل 25 من أفراد عائلة بوزيزي من بلدة زونغو (الحدودية في الكونغو) إلى جيمنا''. من جهته، قال القائد بائتلاف سيليكا، الكولونيل دجوما نركويو: ''استولينا على القصر الرئاسي، وبوزيزي لم يكن بداخله، والآن سنتوجه إلى الإذاعة ليتولى رئيس سيليكا (ميشال دجوتوديا) الكلام''. ومن باريس، أكد إريك ماسي، الناطق باسم حركة التمرد، أن المتمردين ''بصدد الانتشار في كافة أنحاء العاصمة لشن عمليات تضمن الأمن وتحول دون عمليات النهب''. وأفاد عدة شهود بأن مسلحين وبعض السكان اغتنموا الفرصة لارتكاب أعمال نهب في المحلات التجارية والمطاعم والمنازل والسيارات. واستولى الرئيس فرانسوا بوزيزي على الحكم بالقوة في 2003 وانتخب في 2005 وأعيد انتخابه في 2011 في اقتراع طعنت فيه المعارضة بشدة واعتبرته ''مهزلة''. وقد رفض الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مطلع السنة، خلال سيطرة المتمردين على معظم أنحاء إفريقيا الوسطى، دعم نظام بوزيزي، وأرسلت فرنسا، القوة الاستعمارية سابقا، 250 جندي إلى بانغي للحفاظ على الأمن في المطار، حيث يتواجد 1250 فرنسي في ذلك البلد.