قدّمت الجمعية الثقافية ''ولد عبد الرحمان كاكي'' من مستغانم، سهرة الأربعاء، العرض الشرفي لمسرحية ''132 سنة'' للمخرج محمد تكيرات بالمسرح الوطني بالعاصمة، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. وتوقّفت مسرحية ''132 سنة'' عند أبرز محطات الاستعمار الفرنسي في الجزائر، من حادثة المروحة الشهيرة، مرورا بخطابات الجنرال ديغول، حتى استفتاء الجزائريين حول تقرير المصير. وحاولت المسرحية بلغة بسيطة، ساخرة أحيانا كثيرة، تمازجت معها لوحات غنائية من طبوع جزائرية أداها 36 شابا جزائريا ورقص على إيقاعها 6 من الشباب الفرنسي، بقيادة ''ريشار بونو سالتيت'' الذي شارك في العرض لأول مرة، بعث الروح للعرض الأول لمسرحية ''132 سنة'' الذي كان قبل خمسين سنة بمستغانم. ورغم أن الترتيب كان سريعا، خلال أسبوع، إلا أن الجمعية تفوّقت على جنرالات فرنسا، وأدانت تاريخهم الاستعماري على ركح المسرح الوطني. وللخروج من الإطار السردي التاريخي، فقد أنار العرض خشبة المسرح بلوحات كوريغرافية، يقول عنها المخرج تكيرات إنها كانت أساسية لكسر روتين السرد: ''هناك 50 سنة تفصل بين العرض الأول والعرض الحالي، لقد أخذت ذلك بعين الاعتبار، فجمهور اليوم بحاجة للتعرّف على تاريخ الجزائر، ولكن بطريقة حديثة''. ويختزل المخرج أهمية العمل بوصفه مسرحية احتفالية بامتياز، تحمل رسالة إلى الفكر الاستعماري، من خلال إشراك شباب فرنسي مبدع، آمن بضرورة اعتراف فرنسا الاستعمارية بجرائمها، كما يقول ريشار بونو سالتيت، قائد الفرقة الفرنسية: ''فخر لي أن أتحدث بلغة إنسانية، لقد اكتشفت الكثير من الحقائق التاريخية خلال العرض''، يبستم ريتشارد وهو يتحدث عقب العرض ل''الخبر''، موضحا: ''لا يجب أن ننسى ما حدث للشعب الجزائري، ويجب أن نقوم بالتعبير عن ذلك بالمسرح والموسيقى، ما دام التاريخ الجزائري ثري بالنضال''. وجاء عرض المسرحية للكاتب المسرحي الكبير الراحل ولد عبد الرحمان كاكي، في إطار إحياء الذكرى الخمسين للاستقلال. ومن المقرّر أن يسافر العرض قريبا إلى فرنسا، ليعرض على ركح مسرح مارسيليا، قبل أن يعود للمشاركة في مهرجان المسرح المحترف بالجزائر في طبعته ال.13