ودعت الجزائر، أمس، الشاعر والمبدع مصطفى تومي إلى مثواه الأخير بمقبرة القطّار بالعاصمة، في جنازة رسمية، انطلقت من قصر الثقافة مفدي زكريا، بعد تنظيم مراسيم النظرة الأخيرة، التي حضرها كبار الفنانين الجزائريين وشخصيات تاريخية جزائرية، منها المجاهدة جميلة بوحيرد ووزير الاتصال محمد السعيد. ووري جثمان الفنان مصطفى بن تومي الثرى بمقبرة القطار، بحضور شخصيات رسمية وفنية، ومن الذين عرفوا الفقيد عن قرب خلال مراحل حياته الفنية. وقد تم تنظيم مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على روح الفقيد بقصر الثقافة مفدي زكريا، بحضور وجوه فنية بارزة. وألقت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، كلمة بالمناسبة الأليمة، قرأها نيابة عنها مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، سليمان حاشي، وصفت فيها الراحل بالمجاهد والفنان الكبير، الذي عطّر مسيرة الجزائر الفنية بالأغاني الشعبية الأصيلة، وقالت إن إبداعات مصطفى تومي هي جزء من ذاكرة الجزائر الثقافية. وحي الشاعر ياسين أوعابد مسيرة الراحل الفكرية، خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، حيث قال ''مصطفى تومي، ورغم ظروف الحياة الصعبة التي كان يعيشها في بداية مشواره، إلا أنه حرص على أن يكون واحدا من أهم الذين ناضلوا في حب الوطن''، وأكد ياسين، الذي كانت تربطه علاقة شخصية بالراحل، أن إنجازات الفقيد تتجاوز حدود أغنية ''سبحان الله يا لطيف''، التي اشتهر بها كما قال: ''مصطفى تومي كان مفكرا وباحثا ومجاهدا، فقد ناضل في سبيل تحرير الجزائر، وأعماله الفنية سافرت إلى العالم''. وقد رحل ابن حي القصبة، مصطفى تومي، عن عمر ناهز 76 سنة، بعد صراع مع مرض عضال، وقد ترك العديد من الأعمال الفنية الخالدة في تاريخ الجزائر، وعرف الراحل بكلمات أغنية ''سبحان يا الله يا لطيف''، التي توّجته بلقب عميد كلمات الأغاني الشعبية الجزائرية.