بتوفيق اللّه لا أعلم أنّه فاتتني صلاة الفجر مع الجماعة، منذ كان عمري السّابعة وإلى كتابة هذه الوصية، إلاّ في ساعات مرض مقعد أو إنهاك تُعَدُّ أيّامه في حياتي على الأصابع، وأرجو من اللّه الثبات حتّى الممات. ومنذ سنّ الرابعة عشرة ما صلّيت الفجر إلاّ كان بعده مجلس علم إلى طلوع الشّمس، ثمّ أصلّي الضحى في أكثر الأحيان، وبعدها المطالعة والكتابة وقضاء بعض الحوائج والأعمال لي ولبعض الأحباب إلى صلاة الظهر جماعة، ثمّ مجالسة مَن له أسئلة وحوائج، وبعدها الجلوس على مائدة اللّه، الّتي أسمع فيها النّداء. فإن كنتُ في بيتي حدَّثْتُ أهلي، وإن كنتُ مع أحبابي حدثّتهم وذكَّرتهم، وإن وجدتُ وقتًا اضطجعت نصف ساعة قيلولةً، ثمّ أنهض إلى صلاة العصر مع الجماعة، ثمّ بعدها أقوم إلى تهيئة المطالعة للمجالس المسائية، الّتي تكون بعد صلاة المغرب جماعة، من مجالس تفسير القرآن الكريم إلى ما بعد العشاء، حيث تُصلّى جماعة. وبعدها أنطلق إلى مجالس خاصة بالدعوة، أو الذهاب إلى البيت حيث يبدأ قيام اللّيل مع الأهل، وأقلّه، بفضل اللّه، سبع ركعات فيها بعض التّطويل، ثمّ آوي إلى الفراش، حيث تكون المطالعة ساعة أو ساعتين. وبعدها أبدأ وردي بالاستغفار مائة، وسبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه والله أكبر وتبارك اللّه مائة، ثمّ التّهليلة المباركة من خمس مائة إلى ألف، ثمّ تلاوة يس والواقعة وتبارك، ثمّ قراءة ورد النّوم من قراءة آية الكرسي إلى المعوذات، ثمّ التّسابيح الواردة مائة، حيث يكون قد انتهى الثُلُث الأوّل من اللّيل، وأستسلم للنّوم منقادًا ممتثلاً لأمر اللّه.