يتوجه الناخبون الفنزويليون إلى مراكز الاقتراع، غدا الأحد، لاختيار أول رئيس لهم بعد هوغو تشافيز الذي شغل المنصب لثلاث عهد رئاسية متتالية، قبل وفاته مطلع مارس الماضي، دون أن يُنهي فترته على رأس البلاد. ويرى المحللون أن طيف تشافيز طغى على الحملة الانتخابية التي خاضها مرشحو الرئاسيات، باعتبار أن الرئيس بالنيابة المعين من طرف تشافيز، نيكولا مادورو، عرف كيف يستفيد من شعبية سابقه، وسيواجه مرشح المعارضة هنريكي كابريليس. الحال أن مادورو اعتبر نفسه وريثا شرعيا للخط السياسي لهوغو تشافيز، مطالبا في خطاباته أنصار الزعيم الفنزويلي بتنفيذ آخر وصاياه من خلال التصويت لصالحه من أجل المواصلة في درب الإصلاحات لفائدة الفقراء. والمثير أن مادورو، بحسب المتابعين للحملة الانتخابية، استنسخ أسلوب حملات تشافيز الحماسية والاستفزازية في حق معارضيه، إذ اتهم المعارضة اليمينية بمحاولة اغتياله، بقوله إنهم ''أدركوا أنهم لن يستطيعوا الفوز بنزاهة، لذلك حاولوا تصفيتي''، كما ركز في حملته على استمالة أصوات الفقراء. والمثير أن المرشح الثاني للانتخابات الرئاسية، زعيم المعارضة هنريكي كابريليس، وجد نفسه مضطرا لأقلمة حملته الانتخابية مع روح هوغو تشافيز التي ما تزال تخيم على الأجواء العامة في البلاد، إذ تفادى أي انتقادات مباشرة للرئيس السابق أو حتى لحصيلة فترته الرئاسية المتعاقبة، وقد وجد المخرج من هذا المأزق من خلال التركيز على نقطتين، أولهما الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تعرفه فنزويلا، فيما استغل حداثة خصمه بالمجال السياسي ليصب كامل انتقاداته ضده، معتبرا أن مادورو غير قادر على مواجهة التحديات الجادة التي تعرفها البلاد. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم مادورو من نوايا التصويت للناخبين في فنزويلا، إلا أن المحللين يعتبرون أن كابريليس قد تكون له فرصه هو الآخر بالنظر لجدية الرهانات الاقتصادية التي تواجهها فنزويلا، والتي لم يتمكن النظام السابق من معالجتها. ويرتكز القائلون بهذا الطرح على أنه بعد مرور أكثر من عقد على الثورة الاشتراكية التي أطلقها تشافيز، لم تتمكن فنزويلا من إحداث الإقلاع الاقتصادي الذي وعد به، بل على العكس كانت النتائج سلبية إلى حد كبير، بالنظر لارتفاع نسبة الديون التي باتت تعد بمليارات الدولارات، على الرغم مما تتوفر عليه فنزويلا من إمكانيات وثروات تسمح لها بأن تكون قوة اقتصادية، والمقصود الثروة النفطية التي تعد الأهم في أمريكا الجنوبية وفي العالم، وهي وضعية يقول عنها خصم وريث تشافيز إنها خطيرة بالدرجة التي تستلزم التغيير لإنقاذ الاقتصاد، معتبرا أنه لا يمثل ''المعارضة وإنما الحل''. وبينما يؤكد مادورو أنه سيواصل على نهج الزعيم السابق في سياسته لصالح الفقراء وعامة الشعب، يشير كابريليس أنه سيحافظ على ''المهمات البوليفارية'' والمقصود بها إعطاء الأولوية للبرامج الاجتماعية، إلا أنه أكد أنه سيقطع إمداد كوبا بالنفط الممنوح لها مقابل خدمات طبية.