تحولت المسيرة السلمية التي نظمها، صباح أمس، العشرات من أنصار حركة فرحات مهني الانفصالي، بوسط مدينة البويرة، إلى رشق بالحجارة ومشادات مع أفراد الشرطة الذين أوقفوا 14 متظاهرا، في حصيلة أولية، ومراسل يومية ''الوطن'' الذي كان بصدد تغطية الحدث. وبدأت الأحداث في حدود العاشرة صباحا، حين تجمع العشرات من أنصار ''حركة الحكم الذاتي بمنطقة القبائل''، معظمهم مراهقون، أمام مدخل جامعة ''آكلي محند والحاج''، وساروا باتجاه الساحة المقابلة لمقر الولاية، رافعين لافتات مناوئة للسلطة ومطالبة بترسيم اللغة الأمازيغية. كما رفعوا صورة فرحات مهني. وأمام مقر الولاية، تناول بعض النشطاء الكلمة، أكدوا من خلالها على خصوصية منطقة القبائل، وطالبوا بمنح الاستقلال الذاتي للمنطقة. وبعد هذا التجمع، توجه المتظاهرون نحو تمثال الأمير عبد القادر الواقع في جسر سايح، وهو الشارع الذي كان مكتظا بالمارة، معظمهم نساء وأطفال، وشرعوا في رشقه بالحجارة. وفجأة أصبحت الحجارة تتساقط في كل الاتجاهات وسط المارة، وأصيبت امرأة بحجر في ظهرها، كما كسر الزجاج الأمامي لسيارة كانت متوقفة بالمكان. وتدخل أفراد الشرطة، معظمهم كان يرتدي الزّي المدني، وفرقوا خلال دقائق قليلة المتظاهرين وأبعدوهم باتجاه المخرج الجنوبي للمدينة، كما شوهد أعوان الشرطة يلقون القبض على بعض المتظاهرين ويتجهون بهم نحو سيارات الشرطة. ووسط تلك الفوضى، تم توقيف مراسل ''الوطن'' شراراق علي الذي كان يغطي الحدث. وقال ضابط شرطة إن الصحفي سيطلق سراحه لاحقا، أي بعد التأكد من هويته وعرضه على الطبيب. وسبقت هذه المسيرة مسيرة أخرى نظمها مناضلو حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذين ساروا من وسط المدينة باتجاه مقر الولاية، رافعين مطلب ترسيم اللغة الأمازيغية، ورددوا هتافات مناوئة للسلطة وأخرى منددة بالفساد المتفشي في البلاد، ثم افترقوا في هدوء دون أن تسجل أية تجاوزات.