قال رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، إن مشروع الوحدة الذي بدأته الحركة مع جبهة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة، مفتوح لحركة تجمع أمل الجزائر وحركة البناء الوطني ''رغم أن هذه الأخيرة قرأت رسالتي إليها قراءة غير جادة''، فيما أفاد عبد المجيد مناصرة أن خطوات الوحدة غير مرهونة بشخص أبو جرة سلطاني، ''ما ينفي مخاوف من إمكانية تراجع حمس عن التزامها بعد مؤتمرها في الفاتح ماي المقبل''. لا يبدو أن الإعلان عن أرضية الوحدة بين حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير قد يتم قبل المؤتمر الخامس لحمس بداية من الفاتح ماي المقبل، ما يعني أن تجسيد الأرضية مؤجل إلى غاية انتخاب رئيس جديد لحركة مجتمع السلم، ولا يعني عدم وجود أبو جرة سلطاني في منصب رئاسة حركة مجتمع السلم سقوط مشروع الوحدة. وقال أبو جرة ل''الخبر''، أمس، إن ''حركة مجتمع السلم تحولت في السنوات العشر الأخيرة إلى مؤسسة تتبنى القرارات والرؤى وليس على حساب الشخص''. وسئل رئيس حركة مجتمع السلم إن كان يتوقع آجالا قريبة لتجسيد التقارب مع جبهة التغيير، على الأقل قبل نهاية فترة ولايته في الفاتح ماي المقبل، فقال: ''غير ممكن أن نختزل مشروع الوحدة هذا الاختزال المخل... نحتاج لأن نعطيه الوقت لينضج''. ويفضل أبو جرة سلطاني أن ''تشتغل اللجنة براحة وفق مبادرات مشتركة، مثل تنظيم نشاطات وملتقيات، وأمامنا فرصة ملتقى الشيخ الراحل محفوظ نحناح''. وذكر أبو جرة سلطاني أن مشروع الوحدة ممدود لتجمع أمل الجزائر الذي يقوده عمر غول، ولفت إلى أن تواصلا موجودا مع قيادات في هذا الحزب الذي ولد العام الماضي، ونفس الدعوة ممدودة، يقول رئيس حمس، لحركة البناء الوطني التي كشفت عن نفسها قبل أيام، وتضم بدورها كوادر هامة في حركة مجتمع السلم سابقا. ويعتقد سلطاني أن سبب عدم تحمس جماعة ''البناء'' لمشروع الوحدة أنهم ''لم يفهموا خطابنا، ولم يقرأوا الرسالة التي بعثناها إليهم قراءة جادة''. معتبرا أن أي قرار مفترض من هذه التشكيلات باللحاق بالمشروع ''سيكون تاريخيا لا محالة'' لأنهم ''إن أرادوا إحياء المنهج فلن يتم إحياؤه بفصيل واحد''. وذكر رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، بدوره ل''الخبر''، أن اللجنة المشتركة المنبثقة عن إعلان الوحدة مع حركة مجتمع السلم ''تجتمع أسبوعيا وتحضر للخطوات اللازمة، ولا أظن أن عملها سينتهي قبل مؤتمر حمس''، لكن هذا الأمر ''لا يشكل عنصرا فاعلا أو مؤثرا في المشروع، لأنه غير متعلق بشخص بل بمؤسسات، واتفاق حمس يلزم الحركة وليس الشيخ أبو جرة سلطاني فقط''. وسئل مناصرة عن شكل الوحدة في حال نضوجها، هل هي وحدة تنظيمية أم إيديولوجية؟ فقال: ''هذا الأمر لم نتناقشه بعد، لكن كل الأطروحات موجودة بما في ذلك الوحدة ضمن حزب واحد''، وزاد: ''كل الوسائل مطروحة للنقاش ضمن مبادئ التشاور، وما نتفق عليه سنلتزم به''. أما حركة البناء الوطني التي لا تبدي ما يفهم منه رغبة جامحة في التقارب، فيقول مناصرة: ''الدعوة لهم ما تزال قائمة ونحن حريصون عليهم ولن نيأس من انضمامهم لمشروع الوحدة''.