تجاوز رواد ''الفايسبوك'' أمانيهم حضور بوتفليقة المباراة، إلى إثارة مواقف غلبت عليها لغة ''التضامن'' مع الرئيس، بتعليقات أظهرت، كما لم تظهر يوما، مسؤولية يتحلى بها الجزائريون لما يتعلق الأمر بمصير بلد، أو مرض إنسان بحجم رئيس، وهم الذين ليسوا بحاجة تذكرهم بتاريخ وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، ومن من الرؤساء حضر جنازته ومن لم يحضر، وحتى وإن تغلغلت ''لغة نفاق'' لدى معلقين درجت على ألسنتهم مواقف ''مضادة'' أو''عدائية''، فإن الاستناد إلى مبدأ ''واجب الدعاء للمريض بالشفاء''، يجعل من تعليقاتهم ''المتقلبة فجأة'' طبيعية. كمن يرى أنه من الطبيعي أن يطالب الجزائريون ب''حقيقة'' الحالة الصحية للرئيس، مثلما عبرت عنه أجواء من تساؤلات تحيل إلى الفهم بأنه من الصعب تصديق الرواية التي تقدم أولا. هناك من استحضر إنجازات الرئيس، فتأمل فيها ثم ثمنها وبنى عليها موقفه، بأنه الرجل الذي حقق ما فشل فيه آخرون. وهذا الفايسبوكي ''ر. ه'' يقول: ''..بوتفليقة حكم البلاد في فترة صعبة جدا.. الجزائر بلد شائك جدا، لكن بوتفليقة أخطأ لما استمر في الحكم طوال هذه الفترة''. وأيد الكثير من مرتادي ''الفايسبوك'' هذه الكلمات، وإضافة كلمة ''جام'' على عبارة أخرى قال فيها صاحبها: ''.. رغم كل شيء، لا يسع الجزائريين إلا أن يقفوا وقفة رجل واحد إلى جنب رئيسهم.. فهو في نهاية المطاف إنسان كأي إنسان، يأكل ويشرب ويمرض''. لقد بدا على هؤلاء الجزائريين أنه لا يهمهم سوى ''الصحة والعافية لبوتفليقة''، لكن آخرين عزموا على نقاش آخر، فراح صاحب حساب فايسبوكي ''م. أ'' يكتب بأن هناك مادة في الدستور رقمها ''''88 تقول، كما كتب المعني، الذي بدا أنه يسعى لاستدراج الجميع إلى نقاش حول ملء ''حالة شغور''، أنه ''إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع''، لكن أحدهم، ويظهر أنه ضالع في ''المراوغات الفايسبوكية'' رد عليه، فعلق: ''لكن من يدعو المجلس الدستوري للاجتماع؟''. سؤال أوقف عجلة التعليقات. صار مرض الرئيس مقياسا حقيقيا لتتبع منحى تعلق الجزائريين برئيسهم، لكن هذا الذي يرمز لاسمه ب'' ف. غ'' في موقع التواصل الاجتماعي، وكأنه انتبه لما غفل عنه أصدقاؤه فكتب: ''.. لكن، مادام الأطباء قالوا إن مرضه (الرئيس) ليس خطيرا، فلماذا ينقل إلى فال دو غراس؟''، سؤال يبدو جد منطقي، ولأن الإجابة عنه عصية على الكل إلا على طبيب الرئيس، تجاهلها آخرون، وردوا ببراءة: ''لو أننا بنينا مستشفى كمستشفى فال دو غراس لما اضطر الرئيس إلى العلاج في فرنسا.. هذه الدولة التي قاطع العلاج فيها.. الراحل بومدين''.