''الجزائر تتمتع بطاقات شبانية هائلة ومواهب خاصة''.. هكذا اختزل الفكاهي والممثل الفرنكو جزائري، اسماعين، تجربته الأولى مع مهرجان الضحك بالجزائر، الذي اختتمت فعالياته الأسبوع الماضي. كما أشار اسماعين الذي شارك في تنشيط أيام المهرجان، رفقة نخبة من وجوه الكوميديا الجزائريين والفرنسيين، في حوار مع ''الخبر''، إلى أن ما تتمتع به الجزائر من طاقات شابة، يحتاج إلى اهتمام حقيقي من طرف الدولة. كيف وجدت أجواء المهرجان؟ كان المهرجان فرصة حقيقية لي للتقرب من الجمهور الجزائري، وهنا أستطيع أن أؤكد لك أن الجزائر بلد عائلي بطبعه، فما لحظته من التفاف الجزائريين حول شعار ''وان تو ثري فيفا لاجيري'' شيء لا يصدق ولا يمكن أن تجده في أي بلد. صراحة عندما تقوم بأداء النشيد الوطني الجزائري، تجد قاعدة العرض تهتز بصوت واحد، هذا المهرجان جعلني أكتشف عمق حب الجزائريين لوطنهم وحبهم للحياة، وهذا مهم لكسر تلك الصورة النمطية التي يتم تسويقها عن الجزائر. ماذا اكتشفت عبر هذا المهرجان؟ العديد من الفنانين الجزائريين الشباب الذين شاركوا في المهرجان لديهم مواهب متميزة، فقد لاحظت كيف كان يجتهد كل واحد منهم من أجل تقديم أقصى ما عنده. ولأن الوقوف على خشبة المسرح ليست عملية سهلة وتتطلب استحضار جميع القوة الجسدية والروحية للممثل، أعتقد أن ما قدمته الوجوه الجديدة القادمة من ''قهوة الفوسطو'' أو ''جروب فرستايل'' وكمال عبيدات، يستحق التقدير. هناك مجهود فردي، لكن من المؤسف أن لا تجد من يهتم بهذه المواهب بشكل جيد في الجزائر، وهذا دور الدولة، لأن الفن يساهم في تنوير الرأي العام والرقي بالفرد. كنت، خلال المهرجان، منشطا أكثر منك مقدم عرض، كيف تقارن بين الأداءين؟ بشكل عام، مدرستي الأولى التلقائية، ومهما كان الدور الذي تلعبه على خشبة المسرح لا تحاول أن تبتعد كثيرا عن روح الجمهور، التي هي عادة القصص الواقعية، والتفاعل مع ثقافة الجمهور القادمة من الواقع، هو عنصر نجاح أي عمل مسرحي. وكيف وجدت الجمهور الجزائري؟ الجمهور الجزائري مستمع جيد وذكي، يعطيك نفسا جيدا لتقديم العرض بكل حب ويكشف عن ثقافة كبيرة في تذوق الفن والتواصل. وما يحتاج إليه أي ممثل، هو جمهور مثقف يحترم العرض ويتفاعل بذكاء. لقد أبهرني الجزائريون بتصفيقاتهم المنسجمة مع كل عرض. شخصيا قدمت عروضا في العديد من الدول، لكن ال2500 جزائري الذين تابعوا آخر سهرة من المهرجان، أبهروني. وماذا عن مشاريعك القادمة؟ لدي الكثير من المشاريع في الأفق ومنها فيلم ''الجزائر للأبد'' بمدينة وهران، مع المخرج الفرنسي جون مارك مينو وذلك خلال شهر أوت القادم. وبصراحة، لدي الكثير من الأحلام لإنجاز مشاريع في بلدي الأصلي الجزائر. أجريت اتصالات مكثفة مع جهات إنتاج جزائرية مؤخرا، لإنتاج أعمال في المستقبل، منها ''سيت كوم''. لا يمكنني الكشف عن تفاصيل المشاريع، لكن حجم الأعمال سيدفعني إلى شراء بيت في الجزائر بلا شك، فأنا أود أن أكون دائم الارتباط بالجزائر.