أفادت مصادر إعلامية أن القيادي في جماعة أنصار الدين، سنده ولد بوعمامة، غادر الحدود الجزائرية قبل حوالي ثلاثة أسابيع، متوجهاً إلى الحدود الموريتانية. ونقلت وكالة نواقشوط للأنباء عن مصادر مطلعة في أزواد، أن ولد بوعمامة الذي أعلن، في اتصال هاتفي سابق، تخليه عن جماعة أنصار الدين وعزمه تسليم نفسه للسلطات الجزائرية، قد غادر منطقة الحدود الجزائرية مع مالي قرب مدينة برج باجي مختار، متوجها صوب الحدود مع موريتانيا، ولم تعرف أي معلومات بعد ذلك عن مصيره. ويؤشر هذا الأمر، إن تأكدت صحته، إلى أن السلطات الجزائرية لا ترغب في دخول قياديي حركة أنصار الدين التي يتزعمها إياد أغ غالي إلى التراب الوطني، ما يعني أن الجزائر نفضت يدها كليا من هذا التنظيم الذي كانت تريد إشراكه في العملية السياسية في مالي، قبل أن ينقلب عليها ويفضل عدم فك ارتباطه مع تنظيم القاعدة، وكان وراء إعطاء المبرّر لفرنسا لشنّ عملياتها العسكرية في مالي شهر جانفي الفارط، بعد محاولة زحف عناصر أنصار الدين بمعية الجهاد والتوحيد من وسط مدينة كونا باتجاه باماكو. وكان سندة ولد بوعمامة الساعد الأيمن لإياد أغ غالي والناطق الرسمي لحركة أنصار الدين، قد أعلن، في 17 أفريل الماضي، عزمه تسليم نفسه للسلطات الجزائرية، وطالب الحكومة الموريتانية بالسعي إلى ترحيله ومحاكمته في نواقشوط. وكانت الجزائر، على لسان الناطق باسم الخارجية، عمار بلاني، شهر أفريل الفارط، قد نفت لجوء زعماء من حركة أنصار الدين إليها، وأكدت عدم صحة الأنباء التي تردّدت بهذا الشأن. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية إن ''الجزائر الوفية لمبادئها في مجال السياسة الخارجية والثابتة في تصورها المبني على احترام الشرعية، ستستمر في تقديم مساهمتها من أجل العمل على تحقيق السلم والأمن بالمنطقة، خصوصا في مالي، من خلال مطابقة الشرعية الدولية بكل دقة''.