قال الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، في تصريح ل''الخبر''، إن ''إسرائيل ليست سوى عصابة من القتلة تعتقل وتقتل الأبرياء وتشن العدوان متى تشاء، لكنها في نفس الوقت تريد أن تظهر مرنة حين تتحدث بلغة الدولة''، وتتهم ''المقاومة أو كل من يقف في وجهها بالإرهابي''. وعن خرق الهدنة، قال الهندي ''ليست المرة الأولى التي تخرق فيها إسرائيل الهدنة. كانت خروقات سابقة بالاعتداء على الصيادين في البحر وإطلاق النار عليهم وإصابة مدنيين في منطقة خان يونس وكأن إسرائيل تريد أن تفعل ما تشاء دون أن تكون هناك مفاوضات. نحن نريد وضع كل الأطراف أمام مسؤولياتها، خاصة مصر، كونها الراعي للاتفاق مع العدو''. وفيما يتعلق بالمبادرة العربية، أضاف الهندي: ''نحن نعتبر أن المبادرة العربية الصادرة في بيروت في 2002 كانت بمثابة التفريط في ثوابت الفلسطينيين، خاصة ما تعلق بملف اللاجئين''. ويتوجه الوفد العربي، اليوم، إلى واشنطن ليقدم المزيد من التنازلات ''وكان الأجدر أن تسحب الجامعة العربية تلك المبادرة، بدل الاستجابة لمطلب إسرائيل. فذلك يعني أننا سنفرط في القدس ونأخذ بدلها أراضي في الصحراء''، يواصل الهندي، متأكدا من أن إسرائيل ستطالب بالمزيد، ربما سيأتي على هذا النحو ''الاعتراف بيهودية الدولة، على أقل تقدير أن يتخلى العرب عن القضية الفلسطينية.. في الواقع نحن لا نريد منهم شيئا. نعرف كيف ننزع حقوقنا بأيدينا''، يضيف الهندي. أما فيما يخص المفاوضات مع إسرائيل، فيقول الدكتور إن ''القضايا الأساسية ليس لها حل، فالفجوة بين أكثر المواقف تفريطا وأكثرها تساهلا مع إسرائيل عميقة. هناك قضايا في إسرائيل وقع عليها إجماع، مثل القدس الموحدة عاصمة فلسطين وعودة اللاجئين، هي قضايا لا يمكن لأي فلسطيني التفريط فيها (...)، لذا كل حديث عن حل سياسي هو الدوران في حلقة مفرغة''. ويعرج محدثنا الذي نزل ضيفا على ''الخبر''، على زيارة كيري لمنطقة الشرق الأوسط ''ليوهم العالم بأن هناك قوى سياسية تتحرك''. وفي موضوع المصالحة، أكد المتحدث أن ''الانقسام الحاصل يعود أساسا إلى رفض العالم الاعتراف بنتائج الانتخابات التي فازت بها حماس. فهناك جانبان لهذا الانقسام، يتعلق الأول بالصراع بين فتح وحماس حول قضايا مثل تشكيل الحكومة والانتخابات والأمن والمصالحة الاجتماعية، والثاني بناء مرجعية وطنية ترسم السياسية المرحلية القادمة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح ممثلا لجميع التيارات الفلسطينية، بما فيها حماس والجهاد''. ويدعو الجهاد الإسلامي الفلسطيني إلى ''أكثر من المصالحة، بل إلى استراتيجية لإدارة الصراع، خاصة أن المسيرة السياسية وصلت إلى الطريق المسدود لتشكل غطاء للجرائم وتهويد القدس والاستيطان الذي زحف على 50 بالمائة من أراضي الضفة الغربية''. ويشجب محدثنا، بالمناسبة، مقولة ''نحن لسنا فلسطينيين مثل من الفلسطينيين''، التي تسمع هنا وهناك والتي لها مدلولها، ليذكّر العرب بأن المسؤولية مشتركة، إذ وجب ''التمسك بالثوابت وعلى الأمة أن تبني استقلالها الحقيقي وأن تكون فلسطين في قلب هذا الاستقلال''.