ذكرت مصادر نقابية منضوية تحت لواء الفدرالية الوطنية لعمال الموانئ، أن الأمين العام للفدرالية، بلبريك دريس، قدم استقالته بعد ضغوط مورست عليه من قبل أعضاء المكتب الفدرالي، الذين رأوا في زيارته إلى ميناء دبي بالإمارات العربية المتحدة، محاولة لجلب الإماراتيين إلى الموانئ الاقتصادية الجزائرية. وعقد أعضاء المكتب الفدرالي لقاء سريا، قبل نهاية الأسبوع الماضي، مع نقابيين بفندق ''سنوسية'' بشاطئ ''صلامندر'' في مستغانم، أعلنوا فيه عن استقالة الأمين العام بلبريك دريس، واتفقوا على اختيار خليفة، له مع تدعيم المكتب بأعضاء آخرين. ووقع الاختيار، في نهاية المطاف، على عجابي لزهر من ميناء عنابة ليكون أمينا عاما للفدرالية الوطنية لعمال الموانئ. هذا الأخير الذي شدّد على الاحتفاظ بأعضاء المكتب، مع تدعيمه بنقابيين آخرين ممثلين لكافة الموانئ. وأما عن استقالة الأمين العام، بلبريك دريس، فإن البعض يرى أن سببها هو الضغوطات الممارسة عليه من قبل وزارة النقل فيما يتعلق بتنفيذ قرار السلطة المينائية، الذي كان أحد المعارضين المتشددين له. فيما يرى آخرون أن السبب الرئيسي هو أن أعضاء من المكتب الفدرالي تحركوا لسحب البساط من تحت أقدامه. وذلك على خلفية الزيارة التي قادته إلى ميناء دبي الإماراتي بأمر من وزارة النقل. والتي اشتموا منها أنه يرسم لجلب إماراتيين للعمل في باقي الموانئ الاقتصادية، على غرار ميناء الجزائر، وهم من ضغطوا عليه لتقديم استقالته. وفي اتصال مع بلبريك دريس، أوضح أن استقالته عادية وأنه أراد الاعتزال نقابيا بعد شعوره بالإرهاق، خاصة وأنه يتأهب للتقاعد، مضيفا أنه أراد فسح المجال للنقابيين الشباب خاصة، أنه كلّ من صراع الأجيال الذي أرقه، وكما قال ''الإنسان يعرف قدره''. وردا على ما أورده نقابيون بخصوص أسباب استقالته، نوّه إلى أن استقالته لا علاقة لها بما يتردد على الألسن، موضحا أن زيارته لدبي رفقة المكلف بالتنظيم، كانت بأمر من وزارة النقل ''وهي زيارة عمل دامت يومين، قمنا خلالها بالإطلاع على التجهيزات والإمكانيات المتطورة وطريقة العمل التي ينتهجها الإماراتيون، والتي تتطابق مع المقاييس الدولية''، مضيفا أنه زار أيضا مركز تكوين تابع لمؤسسة ميناء دبي مجهز بأحدث التكنولوجيات. غير أنه نفى أن يكون أجرى أي اتفاق مع الإماراتيين للعمل في ميناء وهران، أو غيره، وعلى حد تعبيره ''سبق أن قلت للإماراتيين إذا أردتم الاستثمار في الجزائر، فاستثمروا في قطاع السياحة، وليس في الموانئ''.