رهن ائتلاف الثورة السورية مشاركته في مؤتمر جنيف 2 بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد من منصبه، وانسحاب مختلف قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية من مواقع المسؤولية التي يشغلونها، فرد عليهم الأسد عبر تلفزيون "المنار"، بأن دمشق قد تنسحب من مفاوضات جنيف في حال وضعت شروط أخرى، ولفت إلى أنه وافق على المشاركة في المفاوضات لاعتقاده بأن المبدأ صحيح، وهي إشارة منه إلى أنه يرفض مبدأ التنحي عن الحكم حتى ولو احترقت سوريا عن آخرها. رفع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في اجتماعه الأخير المنعقد بمدينة اسطنبول، عدد أعضائه إلى مائة وأربعة عشر عضوا، مستجيبا بهذه الخطوة لطلب الجيش الحر الذي هدد بسحب الشرعية منه في حالة عدم رفع نسبة الجيش الحر والقوى الثورية في الداخل إلى نسبة خمسين بالمائة من أعضاء الائتلاف. وبهذه الخطوة تكون المعارضة السورية قد نجحت في تجاوز خلافاتها التي يرى بعض المتابعين للمعضلة السورية أنها وراء بقاء الأسد حاكما إلى اليوم، باعتبار أن هذه الخلافات هي التي جعلت مختلف الدول المساندة للثورة تتلكأ في تقديم الدعم المطلوب. ومقابل هذه الخطوة التي جاءت في ختام اجتماع إسطنبول، لم يتمكن المجتمعون من اختيار رئيس جديد لهم. وفي هذا الشأن قال الرئيس المؤقت للائتلاف، جورج صبرا، إن الهيئة العامة للائتلاف اتخذت جملة من القرارات، أولها تأجيل انتخاب رئيس جديد للائتلاف السوري المعارض، وتكليف الرئيس الحالي بمباشرة مهام عمله إلى حين إجراء الانتخابات في وقت لاحق، وبهذا تجنب الإشارة إلى وجود خلافات تتعلق باختيار شخصية أخرى لقيادة الائتلاف. وعن الجدل المثار حول صفقة الصواريخ الروسية المتطورة إلى سوريا، قال الرئيس بشار الأسد في حديث تلفزيوني بثته قناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني، أمس الأول، إن روسيا ما زالت ملتزمة بالاتفاقات العسكرية الموقعة مع دمشق قبل اندلاع الصراع في البلاد، مشيرا إلى أن العقود مع روسيا ليست مرتبطة بالأزمة وأن موسكو ملتزمة بتنفيذ تلك التعاقدات، ثم أوضح بأن "كل ما اتفقنا عليه مع روسيا حول عقود الأسلحة سيتم وتم جزء منه في الفترة الماضية، ونحن والروس مستمرون في تنفيذ هذه العقود". وقد فهم من فقرة "وتم جزء منه في الفترة الماضية" أن الجيش السوري قد استلم جزءا من صفقة صواريخ "سام أس 300" المثيرة للجدل، وهو ما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز"، من خلال ما نسبته إلى مسؤول إسرائيلي كبير من أنه يحتمل أن تكون أجزاء من منظومات الصواريخ المذكورة قد وصلت إلى سوريا، غير أنها ما زالت بعيدة عن دخولها المرحلة العملية. لكن على النقيض من هذا، نقلت وكالة "أنترفاكس" الروسية للأنباء عن مصدر في قطاع صناعة السلاح الروسية، أنه من غير المرجح أن تسلم موسكو شحنة صواريخ "أس - 300" المضادة للطائرات لسوريا قبل الخريف. وقال إن توقيت تسليم الأسلحة التي أقلقت الحكومات الغربية سيتوقف على تطورات الوضع في سوريا.