يناضل الدكتور أنطوان ضو من أجل الحوار بين الديانات لضمان التعايش السلمي بين الشعوب، لكنه، في الوقت نفسه، يحذر من الصراعات المذهبية في الإسلام والتي أضحت تشكل خطرا على النسيج الاجتماعي في المنطقة. هي بعض محاور الأسئلة التي طرحتها "الخبر" على رئيس اللجنة القبطية للحوار الإسلامي. كيف تنظرون إلى ما يجري في المنطقة من خلال المؤتمر القومي العربي؟ - نحن ننظر إلى الثورات العربية الإسلامية كحركة نهضة وصحوة، لأن هذه النهضة متواصلة مع بعضها في العالم، كما أن الإعلام بمختلف وسائله كان في طليعة تفجير الثورات. لذا، فنحن نعتمد على الإعلام كقوة هائلة لتوحيد الأمة بكل مكوناتها، ليس فقط التيار القومي ولكن جميع التيارات الأخرى. نحن نرى في العروبة جامعا لكل مكونات الأمة ونرى أيضا في الإسلام، دين محبة يتعايش فيه مسيحيون ومسلمون. نحن في لبنان وفي كل الأقطار العربية مصرّون على بقاء العيش المشترك، وما يحدث في سوريا الآن نريد أن ينتهي إلى مصالحة ووحدة وطنية، وبخاصة إلى عيش مشترك، لأن العالم العربي، الآن، عليه أن يظهر الصورة النقية البهية للإسلام، إذ لا يجب أن نخاف منه، كما أنه لا يجوز لنا أن نخوّف الآخرين بالإسلام، كأن نصوره كأنه إرهاب وعنف وعدم ديمقراطية وغير ذلك، من هنا آمل أن يسير هذا المؤتمر في خط المصالحة والوعي ووضع سياسة عربية جديدة تبنى على المصالحة، لأن ما يحدث في العالم العربي مرفوض. لا المنطق الثوري ولا العربي ولا الإسلامي أو الإنساني يقبل بما يحدث، لذلك هو خسارة على الشعب والدول، ولا وسيلة لنا للخلاص إلا بالحوار الوطني العربي، وحوار الحضارات والأديان والثقافات. كلبناني، كيف ترون موقف حزب الله وتدخله في الأزمة السورية؟ - هذه مسألة صعبة جدا، ونريد أن تنتهي الأزمة في سوريا بالحوار، ولأن آلام الشعب السوري آلامنا، فالوحدة السورية مهددة وفيها مكونات ثقافية ودينية متعددة، وإذا سقطت سوريا تهدد لبنان، لأن الصيغة السورية والصيغة اللبنانية هي ثروة للعالم العربي والإسلامي، والحل بالقوة لا يجدي نفعا، إنما الحوار والسلام وإعادة بناء سوريا، لأنها في عذاب شديد وفي موت وقهر. وكيف ترون تحول الصراع في المنطقة إلى صراع مذهبي؟ -علينا أن نعي أن هنالك واقعا ونحترم التنوع الإسلامي الإسلامي، والتقريب بين المذاهب بالإسلام توقف عند الشيعة والسنة، ففي الإسلام مذاهب دينية أخرى يجب التعاون معها والاقتداء بها. نحن في لبنان نتعاطى بالحوار المسيحي الإسلامي ككل، مع الشيعة والسنة والعلويين، لأن هنالك خصوصيات وفئات علينا أن نحترمها، والذي يحدث في العالم العربي، هو فتنة بين المسلمين أنفسهم. وبكل أسف سقط كثيرون في هذه التجربة، وفي المقابل، هناك نهضة وصحوة إسلامية، ونحن كمسيحيين نريد أن نشارك في هذه النهضة، لأن خير المسلمين هو خيرنا ووحدتهم وحدتنا، وإذا حدث صراع بين المسلمين يمتد إلينا موتا وقهرا. لكن هناك من يقول إن هذا الصراع مخطط أمريكي صهيوني لتفتيت المنطقة، ما قولكم؟ - نعم، والهدف منه تدمير الأمة العربية مثلما يحدث في سوريا، وتفكيك الدولة والصراع بين الطوائف والمذاهب، لتنقسم المنطقة العربية وتصبح دويلات طائفية، وتقيم إسرائيل الدولة اليهودية، ولن تسمح لنا إلا بإقامة دويلات مذهبية تتقاتل فيما بينها وتكسب إسرائيل بشرها.