تتسلل اللغة العربية بهدوء إلى فعاليات المهرجان الدولي السادس للأدب وكتاب الشباب، إلى مجموع الألفي عنوان لكتب عالمية بين الراوية والفكر وأدب الطفل، فالعناوين العربية كانت الأقل حضورا، لاسيما في جناح أدب الطفل، حيث تطل أعمال تحكي سيرة باراك أوباما “البطل” مترجمة إلى الفرنسية بريشة شانا كوي. ويقدم الكاتب الفرنسي جاك فراندس سلسلة بالفرنسية للأطفال حول تاريخ الجزائر خلال فترة الاستعمار بعنوان “كتاب الشرق الحرب الشبح”، يقدمها بالرسومات ويكتب خاتمتها المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، إلى جانب مختارات من أدب أونوريه دي بلزاك. كما يتمعن القارئ الجزائري رواية الكاتبة الإنجليزية جون اوستن “كبرياء وتحامل” التي يعود تاريخها إلى سنة 1815 وتعتبر من أولى الروايات الكوميدية الرومانسية في تاريخ الرواية العالمية، رفقة أعمال الجزائرية فضيلة الفاروق المترجمة هي الأخرى بريشة ضياء جزاء إلى الفرنسية، حتى محمود دروييش وروائعه الشعرية تزور المهرجان مترجمة إلى اللغة الفرنسية يقدمها فاروق ماردم باي. وعلى النقيض، يعرض المترجم محمد ساري “الممنوعة” لمليكة مقدم والسعيد بوطجين “أدين بكل شيء للنسيان” للكتابة ذاتها، استثناءات في المعرض باللغة العربية، لتؤنس وحدة الأعمال الكاملة لقاسم حداد، و”عفوية حواء” و”سطوح أرسول” لمحمد ديب، والأعمال الكاملة لجيفارا وكذا مختارات الطيب الصالح باللغة العربية. بينما تسقط الكتب الدينية من رفوف المهرجان في زمن محاربة خلط مفاهيم محاربة التطرف، لتعطي مساحة لرسومات “الدودة شديدة الجوع” بقلم وريشة إريك كارل والتي تعتبر موروثا إنجليزيا كبيرا في أدب الطفل. ومن الكتاب إلى الحوار الذي دار، أمس الأول، في القاعة المتراصة جدرانها بالكتب العالمية، سلط المؤلفون الشباب هاجر قويدر وكمال ڤرور والتونسي يامن مناعي وآنيا مريماش، في إطار الندوات المبرمجة، الضوء على إشكالية اللغة في كتابات الأدباء الجزائريين الفرنكفونيين والعرب. واعتبر الروائي التونسي يامن مناعي أن الكتابة باللغة الفرنسية في الدول العربية سلاح ذو حدين، فهو يواجه القيم الاستعمارية ويعطي أيضا فرصة للأدباء الجزائريين تحديدا للتواجد في أوروبا وفرنسا، فمعظم معارض الكتب المغاربية التي يتم تنظيمها في فرنسا يتجاوز نصيب الأدب الجزائري فيها ال81 بالمائة. من جهتها، قادت الرواية الجزائرية هاجر قويدري رفقة الروائي كمال قرور خط الروائيين المعربين في الندوة، معتبرة أن التعامل مع الرواية من جانب اللغة لا يتعدى حدود ثقافة الروائي اللغوية، فيما يقتضي التاريخي نقل أجواء التاريخ، بينما أكد كمال قرور أن الأساطير العربية والتراث والتاريخ هي أرضية روايته “التراس” و”سيد الخراب”. وحسب المتحدث، فإن جمهور أدب اللغة العربية يهتم كثيرا بما هو سحري وغير واقعي مثل قصص “علي بابا والأربعون حرامي” التي سافرت عبر العصور في العالم العربي.