أراد إخوة سيّدنا يوسف عبد السّلام أن يقتلوه؛ فلم يمُت! ثمّ أرادوا أن يُمحى أثره؛ فارتفع شأنه! ثمّ بِيع ليكون مملوكًا؛ فأصبح ملكًا! ثمّ أرادوا أن يمحو محبّته من قلب أبيه؛ فازدادت! {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أبِيكُمْ} يوسف:9، فإذا بحبِّه يملأ قلب أبيه وتبيض عينه حُزنًا وبكاءً على فراقه.. فلا تقلق من تدابير البشر، فإرادة اللّه فوق إرادة الكلّ. عندما كان سيّدنا يُوسف عليه السّلام في السِّجن، كان الأحسن بشهادتهم {إنَّا نَرَاكَ مِن الْمُحْسِنِينَ}، لكن اللّه أخرجَهم قبله، وظلّ هو، رغم كلّ مميزاته، بعدهم في السّجن بِضْعَ سنين! الأوّل خرج ليُصبح خادمًا، والثاني خرج ليُصْلَب، ويوسف انتظر كثيرًا، لكنّه خرج ليُصْبِح “عزيز مصر”، ثمّ ملكًا، وليَلْقَى والديه، وليفرح حدّ الاكتفاء. فثِقْ أنّ اللّه لا ينسى.. وأنّ اللّه لا يُضِيع أجْر المُحسنين.