هي الديموقراطية ليست بالسهلة، حتى يمنحها الحكام هكذا لوجه الله!... فعند الإقرار بها من قبل الطغاة، هم في نفس الوقت، قد فرطوا في جزء مهمّ من سطوتهم: فيصبح "الشانبيط"، بين عشية وضحاها، غير قادر على دكِّ من لا يحب في السجن، إلا بعد إجراءات توجع الرأس... خذ مثلا جارنا الملك، الشاب محمد، عندما تولى عرش أسلافه المنعمين، أخذ على عاتقه المشي على خطى أبيه ليمحوها تماما ويرسم بدلا منها خطى أخرى لا وجود فيها لل "بصري" أم "تازماملت".. عشراتي الشيخ و قد سار بشجاعة غِرنا منها وقدمناها لسلطاننا كنموذج يحتذى، شجاعة لجان "الإنصاف والمصالحة" التي استمعت وسجلت وعوضت كل المتضررين من سنين الجمر... غيرتنا من "موح المغرب" وصلت القمة عندما تدفقت إلى السوق كتب تحكي وكتب تعترف وكتب تنتقم. لكن ذيل السلوقي رجع إلى تحلزنه فور إخراجه من قصبة الراعي: فعندما تعرضت مراكش إلى التفجيرات، استدعي الاحتياطي المسرَّح من "المخزن" القديم؛ وهات الكهرباء وخذ خراطيم الماء، وضحك إدريس البصري في منفاه.. وأعاد الملك محمد المشي على خطى والده اقتداء!!!! إذ تكلمت الأخبار عن تسفيرات أمريكية لمساجين "استجوبوا" في "تازماملت" جديدة.... وتقول آخر الأخبار إن الآلة "الأوفقيرية" شحمت وزُيِّتت فور اكتشاف "مؤامرة الإسلاميين" في الجيش الملكي. لا! الديموقراطية هي بيضاء صُنعت للجنس الأبيض؛ وتاريخيا كلما استعملها غيرهم كانت في غير صالح البيض: منذ فيتنام والجزائر حتى المغرب وفلسطين... لكي نفهم أن لا خيار غيرها أو الموت دونها!.