طالب المجاهد الطيب الثعالبي، المعروف باسم “سي علال”، وهو صديق الرئيس الراحل محمد بوضياف، بإعادة فتح تحقيق في ملابسات اغتياله، مصنفا العملية ضمن “الجريمة السياسية”، بحكم أن بوضياف تمت تصفيته من قبل نفس الأشخاص الذين استنجدوا به لإدارة شؤون البلاد، لأنه، كما أشار “رفض الانصياع لأوامرهم”. عاد المتحدث، في تصريحاته للصحافة على هامش الوقفة الترحمية التي جمعته مع مجموعة من رفاق المرحوم بمقبرة العالية في الذكرى ال21 لاغتياله، إلى ظروف تعيين بوضياف رئيسا للجمهورية، حيث ذكر أن الجزائر كانت تمر بأزمة واستنجدوا به لإعادة الاستقرار. وجاء المرحوم، يضيف المجاهد الطيب الثعالبي، بنية حسنة حيث كان هدفه خدمة الوطن والسهر على مصلحته. ووجه المتحدث اتهامات لأطراف رفض ذكرها بالاسم، قال إنها وراء اغتياله، واكتفى بالقول: “من جاءوا به إلى الجزائر هم من قاموا بتصفيته لأنه رفض أوامرهم”، موضحا في ذات السياق أنه عضو في لجنة التحقيق في اغتيال بوضياف باعتباره صديقا ليس إلا، وله شكوك في أطراف معينة كانت سببا في ذلك، إلا أنه رفض الإفصاح عنها بحجة أنه لم يتأكد من صحة شكوكه بعد. في المقابل تأسف الثعالبي للحضور المحتشم الذي حضر الوقفة التأبينية، حيث غاب كبار المسؤولين بمن فيهم وزير المجاهدين. كما غابت الأحزاب السياسية عن الحدث، وهذا نكران لخصال الرجل الذي كان القلب النابض للثورة، حسبه. وعاد المجاهد سي علال إلى ظروف تعرفه على بوضياف حيث ذكر أنه كان يعمل مع الشهيد عبان رمضان الذي كان سببا في تعرفه على بوضياف عندما تم تحويله إلى الولاية الخامسة، مذكرا في هذا الصدد “تعرفت على خصال المناضل المثالي الذي لعب دورا محوريا في الثورة وكان ينسق مع الجيش المغربي كون الاستعمار استهدف كل منطقة المغرب العربي”.