عادت ولاية تيزي وزو، مجددا، لتحتل صدارة الترتيب الوطني، هذه السنة، في امتحاني شهادة البكالوريا ونهاية مرحلة التعليم الابتدائي، والمرتبة الثالثة في امتحان شهادة التعليم المتوسط. ويتساءل المتتبعون عن سر النجاح المتتالي الذي دأبت علية الولاية منذ 2008، واختلفت الآراء حول الدوافع التي جعلت اسم ولاية تيزي وزو يرتبط بتحقيق نتائج باهرة في الامتحانات المدرسية. تؤكد الإحصاءات المتوفرة منذ الاستقلال أن ولاية تيزي وزو تعتبر الولاية الوحيدة التي تمكنت من المحافظة على النسب المرتفعة في نتائج مختلف الامتحانات المدرسية على مدى ست سنوات كاملة، تمكنت من تأكيد استحقاقها للرتب المتقدمة بما في ذلك هذه السنة التي عرف فيها امتحان شهادة البكالوريا اضطرابات في عدد معتبر من الولايات، ولم تسجل أي حالة اضطراب بتيزي وزو، حسب مدير التربية عبر كافة مراكز الامتحانات المختلفة. ويتسابق التلاميذ من مختلف المستويات على المؤسسات التربوية طيلة السنة ليلا وفي أيام العطل، بغرض المذاكرة الجماعية، في كل مناطق الولاية التي تشهد، في السنوات الأخيرة، تنافسا شرسا بين المؤسسات التربوية حول من سيحصد أكبر نسبة من النجاح، لأن ذلك أصبح في هذه الولاية من معايير التقييم، وأصبحت القلة القليلة من مديري المؤسسات التربوية التي تتحصل على نسب أقل من 50 بالمائة في عين الإعصار ويوجه لهم استفسار تبرير الإخفاق، رغم أن النسب التي يتحصلون عليها في مؤسساتهم تفوق بكثير النسبة الوطنية. ولعل ما حدث بأحد مراكز امتحان شهادة البكالوريا السنة الماضية، كان من أدلة تمسك التلاميذ بالاجتهاد، حيث تعرض مترشح لوعكة صحية منتصف اليوم الأخير من الامتحان، استدعت إخضاعه لعملية جراحية عاجلة بمستشفى ذراع الميزان، ونصف ساعة قبل انطلاق آخر اختبار، طلب المترشح من طبيبه بعد استيقاظه من التخدير مباشرة، أن يرخص له بمواصلة الامتحان، وباعتبار أن القانون يمنع إخراج موضوع الأسئلة من المركز فقد رخص مدير التربية بموافقة الطبيب أن يتنقل المترشح إلى المركز ليواصل الامتحان داخل سيارة الإسعاف. مدير التربية: الجدية والمستوى والصرامة هي طريق النجاح في تصريح ل”الخبر”، أكد مدير التربية لولاية تيزي وزو، نور الدين خالدي، أن النتائج التي حققتها الولاية على مدى السنوات الستة الماضية، لم تكن ب”السحر” وإنما هي ثمرة الاستقرار الذي يعيشه القطاع بولاية تيزي وزو، وقال إن أساتذة الولاية وجميع موظفي القطاع يدركون تماما ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبالتالي، يضيف نفس المسؤول، فإنهم لا يدّخرون أي جهد عندما يتعلق الأمر بمصلحة التلاميذ الذين يدركون بدورهم أن النتائج لا تأتي إلا بالعمل، وأضاف أن الأولياء بهذه الولاية يضحون من أجل تمدرس أبنائهم. وذكّر المدير الولائي بتاريخ ولاية تيزي وزو، حيث ”إن هذه الولاية، ومنذ الاستقلال، معروفة بنتائجها المشرفة في الامتحانات، إلا أن ضبط بعض الأمور في السنوات الخمس الماضية جعل المرتبة الأولى من نصيب هذه الولاية دون منازع”. وحسب محدثنا، فإن تفهم أساتذة وإطارات القطاع بالولاية للصرامة المنتهجة في السنوات الأخيرة، جعل القطاع يرسو على بر النجاح. في سياق متصل، اعترف مدير التربية لولاية تيزي وزو بأن تسييره للولاية منذ مجيئه سنة 2008، تطبعه الصرامة التي وصلت حد تسليط بعض العقوبات، عندما يتعلق الأمر بالقيام بالمهام المنوطة بكل واحد، وشدد على أن قطاع التربية بولاية تيزي وزو يشهد حاليا استقرارا لا مثيل له، خصوصا بعد أن تمت تسوية جميع الوضعيات المالية العالقة للموظفين والتي فاقت 80 ألف وضعية بعضها يعود لأزيد من 20 سنة، مؤكدا على أن الأستاذ لا يمكنه القيام بمهامه إذا لم يتم التكفل بانشغالاته على أحسن وجه، تماما مثلما يتم التكفل حاليا بالمنشآت التربوية عبر كافة أرجاء الولاية. رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ استقرار القطاع ودور الأولياء وراء النتائج أكد رئيس الفيدرالية الولائية لجمعيات أولياء التلاميذ لولاية تيزي وزو، علي لحسن، أن النتائج التي تحققها ولاية تيزي وزو، في السنوات الأخيرة، تعود أساسا إلى الاستقرار الذي يطبع القطاع في كافة المجالات، وأضاف أن الأولياء بولاية تيزي وزوي رافقون أبناءهم وقطاع التربية عموما، للوصول معا إلى مثل هذه النتائج. واعترف ممثل أولياء التلاميذ بأن وضع القطاع بالولاية، تحسن كثيرا، في السنوات الأخيرة، وأصبح يشهد استقرارا ساهم في الوصول إلى الصدارة. النتائج ليست سياسية بدأت، في السنوات الأخيرة، إشاعات أن نتائج ولاية تيزي وزو ”سياسية”، كما ترددت إشاعات من أن الغش الجماعي يطبع مراكز الامتحان في هذه الولاية، وجاء قرار من وزارة التربية الوطنية منذ 3 سنوات، ربما، بالصدفة يقضي بتعيين 13 ملاحظا من خارج الولاية في كل مركز امتحان، ووصل عددهم في السنوات القليلة الماضية إلى أزيد من 700 من إطارات القطاع من ولايات مختلفة، شهدوا على نزاهة العملية. وروى أحد رؤساء مراكز الإجراء بالولاية، أن الملاحظين الذي تم تعيينهم بالمركز المذكور، طلبوا منه أن يخفف من إجراءات الصرامة التي بلغت حد اقتلاع أبواب المراحيض تفاديا لأي محاولة غش، وكانت تقارير الملاحظين التي تم توجيهها للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات خالية من أي ملاحظات، وبقيت الولاية في صدارة الترتيب الوطني، وأظهرت نتائج هذه السنة أن انخفاض نسبة النجاح على المستوى الوطني لم تفلت منه تيزي وزو، ومع ذلك احتفظ القطاع بالمرتبة الأولى.