احتشد مئات من مناضلي حركة مجتمع السلم وناشطين ومواطنين، أمس، أمام مقر الحركة في العاصمة في وقفة مساندة للشرعية في مصر، واعتراضا على ما وصفوه بالانقلاب على الشرعية في مصر وتأييدا للديمقراطية، ومساندة للمظاهرات المؤيدة للرئيس مرسي. قال رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، إن الغرب ظل لفترة يدعو الإسلاميين إلى المشاركة السياسية وإلى الانخراط في الديمقراطية والانتخابات، وحال ما تمنحهم الانتخابات والصندوق الحكم، يتم الانقلاب عليهم. وانتقد مقري الابتزاز المالي الذي تعرضت له مصر من قبل أنظمة عربية، في إشارة إلى 12 مليار دولار التي أعلنت دول خليجية طرحها لمصر في شكل مساعدات وهبات، مقابل وقف مسار الشرعية ووضع الشعب المصري أمام الأمر الواقع. واعتب مقري أن بلدا كمصر بحجمه الثقافي والتاريخي والسياسي، لا يمكن أن يشترى ب12 مليار دولار أمريكي، وأشار مقري إلى أن الانقلاب على الشرعية سلوك مدان مهما كانت مبرراته وأسبابه، واعتبر أن الانقلابات يغذي التوجه إلى الخيارات العنيفة، كالتي شهدتها الجزائر في التسعينات، والتي انتهت إلى آلاف الضحايا. وحذر من أن الانقلاب على الشرعية في مصر، سيجعل الأجيال القادمة في الجزائر أو في غيرها لا تؤمن بإمكانية التغيير بواسطة العمل السياسي، مما يغذي التطرف ويعيد العنف إلى الواجهة. وقال المكلف بالشؤون السياسية لحركة حمس، فاروق طيفور، خلال الوقفة الاحتجاجية أن النخبة التي غذت الانقلاب في مصر، هي نفسها النخبة والوجوه الإعلامية التي انقلبت على الفريق الجزائري لكرة القدم في نوفمبر 2009، وهي نفسها التي غذت حربا وهمية بين الجزائر ومصر للوقيعة السياسية بين البلدين. واعتبر أن موقف حمس من الانقلاب في مصر ليس له علاقة بارتباطات سياسية، “بقدر ما هو موقف مبدئي نابع من رفضنا دفع الإسلاميين إلى العنف، وبنضالنا من أجل السلم”. ونقل عضو المكتب الأمني للحركة، جعفر شلي، الذي كان متواجدا في مصر ما وصفها مؤشرات مؤامرة كانت تحاك على الشرعية في مصر، مشيرا إلى أن أطرافا كانت تفتعل مشكلات اجتماعية واقتصادية في مصر. ورفع في الوقفة الاحتجاجية شعارات تحذر المصريين من الانزلاق إلى دوامة العنف، وضرورة التزام التعبير السلمي عن مطلب العودة إلى الشرعية بشكل سلمي، وأن الانقلاب الذي أطاح بالرئيس مرسي، سيغذي الخيارات العنيفة. وحضرت قوات الأمن إلى مكان الاعتصام تحسبا لأي انزلاق ولصد أي محاولة من المعتصمين تحويل الاعتصام إلى مسيرة، ولوحظ انتشار لقوات الأمن في الطريق نزولا من مقر حركة حمس إلى شارع الشهداء.