رئيس حمس يحذّر من اللجوء إلى العنف حذّر رئيس حركة مجتمع السلم، الدكتور عبد الرزاق مقري، من أن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي، يشكل اعتداء على العقد الاجتماعي والمنطق الديمقراطي، الذي هو الحل الوحيد لحل مشكلة الحكم، مما قد يفتح أبواب العنف والفوضى التي قد تؤدي بمصر إلى الهاوية، داعيا الجيش المصري إلى الاقتداء بنظيره الفنزويلي الذي أطاح بالرئيس الراحل "هوغو تشافيز"، ثم تراجع عن قراره بعد أن خرج الشعب بالملايين، ولم تحصل أي متابعات ولا انتقامات في صفوف قادة الانقلاب، الأمر الذي يشكل نموذجا للمصريين للخروج من الأزمة دون الإضرار بوطنهم. وأكد مقري في وقفة تضامنية مع "الشرعية في مصر التي يمثلها الرئيس محمد مرسي"، أمام مقر الحركة بالمرادية في الجزائر العاصمة، حضرها العشرات من أنصار الحركة أمس، أن ما حصل يشكل مؤامرة على الأمة بأسرها وليس عل مصر فحسب، نفذها أتباع نظام مبارك بالتعاون مع قوى عالمية وإقليمية، التي أخافها أن يتحرر الشعب المصري ويحقق نهضته، وخصوصا الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تسعى لإخضاع الجيش المصري للمساعدات العسكرية التي تقدمها له، وهو الأمر الذي لقي ترحيب من إسرائيل، التي تشعر الآن بأنها أكثر قوة وتفوقا، وهي تشاهد الجيشين السوري والمصري ينجران في الصراعات الداخلية، وهو ما يؤدي إلى إضعافهما. واعتبر مقري أن "الإسلاميون هم الديمقراطيون الحقيقيون، وهم الأكثر تضحية في سبيل الديمقراطية"، مستهجنا التصريحات التي أدلى بها رئيس المفوضية الأوربية "خوزي مانويل باروزو" لدى زيارته إلى الجزائر الأسبوع الماضي، التي برر فيها الانقلاب الذي حصل في مصر بقوله "إن الديمقراطية لا تصلح إلا مع الديمقراطيين"، وهو ما رأى فيه رئيس "حمس" إهانة للجزائر التي جاء إليها طامعا في 200 مليار دولار من الاحتياطي النقدي التي أسالت لعابهم ! وفي سبيل نجاح "الملايين من الشعب المصري" الذي يريد عودة الشرعية في تحقيق مبتغاه، دعاهم مقري لعدم الانجرار إلى العنف، وعدم الرد على الاستفزازات التي يصدرها "الانقلابيون"، الذين يحلمون أن تتحول الاحتجاجات السلمية إلى العنف والصدام، وانقسام المجتمع إلى صفين متقاتلين. وفي ختام كلمته عبّر رئيس حركة مجتمع السلم، عن تفاؤله الكبير حول مستقبل مصر، رغم الانقلاب الذي أنهى الحكم الشرعي، فالشرعية ستعود حتما لأن عجلة الحرية انطلقت في مصر ولن تعود أبدا للوراء، والمعتصمين في الميادين هم عربون استمرارها.