نظم أخصائيو أمراض النساء والقابلات أول أمس وقفة احتجاجية بمقر عيادة الأمومة المؤقت ببرج بوعريريج، كشفوا خلالها عن انعدام أدنى المعايير الطبية المعمول بها في العيادة والظروف غير الإنسانية التي يعملون بها، في غياب جناح للعمليات ومخبر للتحاليل وانعدام أخصائي الإنعاش والتنقل اليومي بين العيادة ومستشفى بوزيدي لإجراء العمليات القيصرية، إضافة إلى انعدام الأمن والتهديد اليومي للأولياء. وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية على خلفية الأحداث التي عاشتها العيادة إثر وفاة أم وجنينها وفتح تحقيق واستدعاء المعنيين من طرف العدالة، وكشف المحتجون ل ”الخبر”عن انعدام أدنى شروط العمل، والتهديدات اليومية من طرف أولياء المرضى، ناهيك عن المتابعات القضائية مع استقالة كلية للإدارة. وأوضح الأخصائي توفيق اورتيلان ل ”الخبر” أن العيادة تجري حوالي 30 ولادة يوميا، ست منها قيصرية يجريها الأخصائي بمستشفى بوزيدي على مسافة 6 كم، ما يتطلب 20 دقيقة لنقل الحامل تكفي لوفاة الأم أو الجنين، مشيرا إلى أن المجلس الطبي رفض تحويل عيادة الأمومة إلى مقرها الجديد المؤقت بسبب انعدام جناح العمليات والمخبر وأخصائي الإنعاش. أما الدكتورة شريفي فكشفت ظروف نقل الأم التي توفيت في مستشفى بوزيدي، والتي تناولتها ”الخبر” في حينها، مفندة تهمة الإهمال، وكشفت عن عملية المتابعة الطبية للضحية بتقرير زمني منذ دخولها إلى العيادة حتى تحويلها إلى المستشفى، وقالت ”20 دقيقة لنقلها بين المؤسستين، مررنا على ستة ممهلات، وظروف الاستقبال بمدخل الاستعجالات كانت أسوأ، وقد بذلنا المستحيل لإنقاذها وجنينها، ثم نجد أنفسنا متابعين قضائيا”، في إشارة إلى استدعاء العدالة للأخصائية ليوم 23 من الشهر. وتسلمت ”الخبر” من الطاقم الطبي وشبه طبي المحتج بيانا أشار إلى استحالة العمل في عيادة تستقبل حالات استعجاليه من كل الولاية في غياب جناح للعمليات، وكون قاعة الولادة عبارة عن حجرة تفتقر إلى أدنى المواصفات، وتطل على الممرات الخارجية وأجهزة تخدير معطلة وسيئة، ما يضطر الطبيب لاستعمال هاتفه النقال -للإنارة- للفحص الموضعي، وتفتقر للتعقيم، وهو الوضع المأساوي الذي يستحيل معه على العاملين بكل اختصاصاتهم تسيير العيادة التي تعرضهم لمختلف الأخطار. وطالب المحتجون بلجنة تحقيق مختصة لتقدير الوضع، مع توقيف إجراء العمليات. ولم نتمكن من الحديث مع المدير الذي غادر العيادة بعد وصولنا إليها إثر اجتماع مع المحتجين.