ركّز والي ولاية برج بوعريريج، السيد مشري عز الدين، خلال الندوة الصحفية التي جمعته بإعلاميي الولاية، الخميس المنصرم، على قطاع الصحة وبدأ به كمحور هام في لائحة النقاش، حيث أشار إلى ضرورة الخروج بالقطاع من الدائرة السوداء. وقد ذكر في هذا الصدد العديد من الأمثلة الحية عن المشاكل التي تتخبط فيها العيادات والمستشفيات عبر إقليم الولاية، واصفا الوضع بالكارثي، وداعيا إلى ضرورة إيفاد الوزارة الوصية لجنة للتحقيق انتقد السيد ”مشري عز الدين” خلال حديثه حول قطاع الصحة بالولاية الوضعية السيئة التي آل إليها هذا الشريان الهام، مرجعا ذلك إلى سوء التسيير السابق والحديث، وكيف انعكس ذلك سلبا على الخدمة المقدمة، حيث ذكر اصطدامه بهذا الواقع المتدهور لقطاع الصحة منذ استلام مهامه على رأس ولاية برج بوعريريج، إذ اعترضت طريقه الأزمات الكثيرة التي يتخبط فيها القطاع في كل زيارة تفقدية قام بها على غرار الزيارة التي قادته إلى بلدية بن داود، حيث وقف على مهزلة الصحة في عيادة البلدية التي تفتقر إلى أدنى ضروريات الخدمة، وكذلك الشأن في زيارته لمستشفى 60 سرير ببلدية المنصورة. ومن خلال وقوفه على النقائص التي تحيط بهذا القطاع الحساس، على غرار الجمود الذي يعانيه مستشفى العظام بالولاية، وكذلك مستشفى الطفولة والأمومة الذي يغرق في مشاكل الاكتظاظ وعدم الاستيعاب، وأشار أيضا إلى العيادة المتعددة الخدمات بحي 1044 مسكنا التي اعتبرها دون المستوى رغم إعادة تأهيلها، أكد والي الولاية السيد عز الدين مشري ضرورة إنعاش قطاع الصحة وإنقاذه من الحالة المتأزمة التي باتت تعرفها الهياكل الصحية عبر كامل تراب الولاية، إذ قام في هذا الصدد باستدعاء لجنة تحقيق من الوزارة الوصية لمعاينة الوضع والخروج بتقرير شامل وحلول ناجعة. ”لو كنت مريضا لرفضت المجيء إلى مستشفى الولاية” وصف والي الولاية إثر زيارته المفاجئة، الأسبوع المنقضي، إلى مستشفى الولاية حجم الضرر الذي لحق بهذا المرفق الهام، وعبّر بصريح العبارة : ”لو كنت مريضا لرفضت تلقي العلاج على مستواه”. وقد عرج على عدة نقاط سوداء به على غرار مشكل غياب النظافة، وكذا التسربات إلى جانب وضعية العتاد الطبي والآلات، كما انتقد العدد القليل لقاعات الإنعاش. وأضاف أنه من المفترض أن يكون هناك 10 قاعات على أقل تقدير في حين عددها 5 على مستوى المستشفى الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا في حالة وقوع أي طارئ. وبالنسبة لتوقف جهاز ”السكانير” عن العمل، أعرب والي الولاية عن استغرابه من العذر المقدم والمتمثل في غياب أخصائي، كما وقف على ماهية سيارات الإسعاف التي أصبحت وسائل لنقل الطاقم الطبي بدل المرضى. ملايير مجمدة والأوضاع على حالها ذكر والي الولاية السيد عز الدين مشري الغلاف المالي الكبير المخصص لتغطية النقائص الموجودة في هذا القطاع الحساس، حيث أحصى في ذات السياق ما تم رصده بهدف إعادة تأهيل مستشفى ”لخضر بوزيدي” بالولاية منذ 2008، إلا أن العملية متوقفة، وكذلك الشأن بالنسبة لمستشفى 60 سرير ببلدية المنصورة، وهو ما وصفه بالعبث، وكذلك الشأن بالنسبة للعديد من العيادات المتعددة الخدمات. ويبقى المرضى في ولاية برج بوعريريج يتقلبون بين اضطرابات الواقع الصحي بالولاية ويتسلحون بالصبر وبالتأمل في القرارات التي ستتمخض عن اجتماع والي الولاية باللجنة الموفدة من الوزارة الوصية.