قبل ساعات من انطلاق مظاهرات أنصار حركة "الاخوا ن المسلمين" بالعاصمة المصرية القاهرة انتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة أمام المحاور الرئيسية والمداخل والمنشآت الهامة والميادين التي من المقرر أن يتجمع فيها المتظاهرون فيما بدت حركة المارة والسيارات وسط المدينة قليلة و المحال التجارية مغلقة. وقد انتشرت مدراعات الجيش في الشوارع الرئيسية بحي المهدندسن الراقي بمحافظة الجيزة والمحاذي للقاهرة ومنها شارع أحمد عرابي والجامعة العربية الذي أغلق تماما بالاسلاك الشائكة امام السيارات قرب ميدان احمد محمود. كما أغلقت أعداد كبيرة من مدرعات الجيش ميدان التحرير وسط القاهرة من كل الجهات أمام المارة والسيارات وانتشرت عشرات السيارات والمدرعات التابعة لقوات الامن امام مسجد الفتح بميدان رمسيس غرب القاهرة. وتحاصر قوات من الجيش الميادين الاخرى في القاهرة ومنها رابعة العدوية لمنع أي تجمعات بهذه الميادين كما انتشرت قوات الجيش امام أهم المنشات ومنها وزراة الدفاع والداخلية والبرلمان وقصر الاتحادية الرئاسي والبنوك والادارات المحلية ومراكز الشرطة تحسبا لأي أعمال عنف وتخريب. ومن جهة أخرى قامت قوات الامن والجيش بالانتشار عبر كل مداخل القاهرة لمنع انتقال حافلات تنقل متظاهرين من المحافظات المجاورة نحو العاصمة للمشاركة فى مظاهرات اليوم. كما قررت إدارة تشغيل مرفق مترو الأنفاق منع توقف القطارات اليوم فى عدة محطات وسط القاهرة ومدخل الجيزة واغلاق أبوابها أمام الجمهور تحسبا لأى أعمال عنف. يأتي ذلك فيما قال مصدر عسكري صباح اليوم في تصريح نقله التلفزيون الحكومي أن " تعليمات مشددة صدرت بعدم الاستجابة للاستفزازات لكن عناصر الامن ستواجه أي محاولات للخروج عن القانون بكل حسم وقوة وعدم السماح بما يؤدي إلى الإخلال بالأمن وتكدير السلم العام". وكان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية اشار في بيان نشر اليوم الى اعتزام بعض عناصر" جماعات العنف المسلح " ارتداء الزى العسكرى لتكدير السلم المجتمعى والاعتداء على المواطنين وإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب. ومن جهتها واصلت جماعة الاخوان المسلمين دعواتها لحشد انصار الرئيس المعزول محمد مرسى عقب صلاة الجمعة في الشوارع والميادين الرئيسية بمختلف المحافظات والبدء في تفعيل "عصيان مدني " من أجل "استعادة الشرعية " وذلك في محالة من الاخوان لاظهار ان اعتقال قيادات الصف الاول في التنظيم لم تؤثر على مقدرة الحشد في الشارع. وفي المقابل دعت عدة أحزاب مصرية وقيادات من التيار السلفي جموع المصريين الى عدم الخروج خلال هذه المظاهرات واتهمت جماعة الاخوان المسلمين بأنها "تحاول تأزيم الوضع في البلاد وزيادة اراقة الدماء". وقال المتحدث باسم /جبهة الإنقاذ الوطنى/ التي دعمت الحراك الشعبي الذي أطاح بحكم الاخوان المسلمين في تصريحات صحفية اليوم أن "الاخوان يحاولون بكل الطرق عرقلة خارطة الطريق". وخلفت الاشتباكات بين قوات الامن وأنصار الاخوان المسلمين منذ قرار عزل الرئيس محمد مرسي في 3 جويلية اكثر من الف قتيل والاف المصابين جلهم سقطوا في احداث فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة بالقاهرةوالجيزة يوم 14 اوت الماضي. كما تواصل قوات الامن المصرية حملات امنية لاعتقال مطلوبين للعدالة من قيادات وناشطي الاخوان حيث تشير تقارير حقوقية مصرية الى أن أعداد المعتقلين والمحتجزين وصل الى نحو 9 الاف. وفي الوقت الذي اعلن فيه /التحالف الوطني لدعم الشرعية/ انه لا يتحفظ على أي مبادرة لوقف العنف واراقة الدماء والمتبعات الامنية ضد اعضائه فقد اكدت مصادر عنه الليلة الماضية انه" لا تنازل عن عودة الشرعية " بما تمثله من عودة العمل بالدستور ومجلس الشورى وعودة الرئيس المعزول الى كرسي الحكم مما يعيد المفاوضات الى نقطة البداية.