قال الناطق الرسمي للجمعية الجزائرية لمكافحة الفساد، جيلالي حجاج، إن التصنيف الجديد للجزائر ضمن مؤشر الدول المنتشر فيها الفساد، ضمن تقرير منظمة شفافية دولية “لم يفاجئنا”، وأشار إلى أن التصنيف الجديد “أكد تقارير كثيرة توصلت إلى نفس النتائج”. أوضح حجاج في تصريح ل«الخبر” أمس، أن الجزائر أصبحت دولة “فاعلة” في مؤشرات الفساد، وتساءل على خلفية محتوى التقرير: “لماذا يوجد اثنان من شركاء الجزائر وزبائنها وهما ألمانيا واليابان، لم يحظيا بتصنيف جيد في مؤشر 2013، رغم أنهما ينتميان إلى “الثمانية الكبار”، وهما دولتان لم تصادقا بعد على الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد”، وأكد رئيس الجمعية أن هذا التصنيف “لم يفاجئنا”، وتابع “هذه النتيجة لا تعكس فقط غياب إرادة سياسية فعلية في مكافحة الفساد، بل الأخطر من ذلك، تؤكد أن الفساد، صغيره وكبيره، في بلادنا، أصبح جهاز سلطة لتثبيت بقائها مهما كلف الأمر من ثمن، في ظل شيوع ثقافة اللاعقاب والتضييق على السلطة المضادة داخل المجتمع”. واعتبر جيلالي حجاج أن هذا التصنيف جاء ليعزز نتائج التحقيقات الأخرى التي تذيلت فيها الجزائر الترتيب، واعتمدت مؤشرات التحقيقات على قياس “القدرة التنافسية ومناخ الأعمال، حرية الصحافة، الحكم الراشد، حقوق الإنسان، والدخول إلى الأنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”. وأضاف الناطق الرسمي للجمعية، وهي فرع منظمة “شفافية دولية” في الجزائر، أنه “وللسنة 11 على التوالي، تصنف الجزائر من بين البلدان الأكثر فسادا في العالم، وتحتل المرتبة العاشرة من أصل 18 دولة عربية في التصنيف، و24 من بين 54 دولة إفريقية، وهذا يدل على ما يقال عن مكافحة الظاهرة، أنها مجرد حبر على ورق”. ولاحظ حجاج من خلال مؤشر الفساد ل2013، أن “الجزائر ليست لها علاقات اقتصادية مع الدول العشر الأولى الأقل فسادا الواردة في التصنيف على غرار: الدانمارك والنرويج وفنلندا وزيلندا الجديدة وسنغفورة والسويد وهولندا وسويسرا، حيث لا تتجاوز حجم تعاملاتها مع الجزائر 1 بالمائة”، في إشارة منه إلى أن أغلب التعاملات بالفساد تتم مع الدول الفاسدة أيضا، وأن “الفساد في التعاملات الدولية الكبرى بات يأخذ أبعادا خطيرة ومقلقة”. مقابل ذلك، أوضح حجاج أن العديد من الدول “المتواطئة” التي أبرمت عقودا كبرى مع الجزائر، وشابتها فضائح الفساد، شوهت صورتها، وأهمها كندا (فضيحة أسان سي لافالان) والصين (الطريق السيار شرق غرب) وإيطاليا (سوناطراك، إيني وسايبام) ويتابع المتحدث “ذلك حتى وإن حازت كندا على نقطة عالية”. ودعا المتحدث أعضاء المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى اغتنام فرصة الاحتفال بيوم الأممالمتحدة ضد الفساد المصادف للتاسع ديسمبر، لطرح المسائل المتعلقة بالفساد في الجزائر.