من مضحكات معارضة أحزاب الأرانب والصالونات وجمعيات سياسة ”المهم المشاركة” أنها تريد انتخابات رئاسية بضمانات تقدّمها السلطة لهذا المعارضة، بحيث تتمكن هذه المعارضة بإرادة السلطة من هزيمة مرشح السلطة في الانتخابات والانتصار عليه وإزاحته من الحكم، هكذا بالانتخابات! جزء من هذه المعارضة يريد التغيير بواسطة السلطة، عبر تحقيق إجماع حول مرشح للسلطة تعتمده السلطة مع المعارضة لإحداث التغيير المطلوب، أي أن تعاون المعارضة السلطة على تحقيق التغيير !ولكم أن تتصوروا نوعية هذا التغيير. وجزء من المعارضة يريد إجماعا على خردة من الخردوات السياسية التي رمتها السلطة في المزبلة السياسية العمومية، والدخول بها في المنافسة ضد مرشح السلطة لتغيير السلطة! ولكم أن تتصوروا عبثية هذه الصورة الكاريكاتورية لجدية هذه المعارضة ! جزء آخر من السلطة يريد تغيير السلطة بواسطة تكوين قوة من المتزلفين للرئيس، تدفع هذه القوة بالرئيس إلى أن يعزل الذين أتوا به وحكموا به 15 سنة كاملة.. ومارسوا به المناكر السياسية والاقتصادية المعروفة، وهؤلاء ليسوا أقل سوءا من النوعيات التي ذكرناها سابقا. يا ناس يا هوه.. تغيير السلطة لن يكون أبدا بإرادة السلطة أو بمشاركتها، التغيير لابد أن يكون ضد إرادتها ورغم أنفها هذا هو المطلوب. وبصراحة لا يمكن أن نتصور انتخابات حرة يترشح لها بوتفليقة ويُهزم فيها لصالح من يترشح ضده.. بوتفليقة إذا ترشح فهو الرئيس القادم ولا مجال لهزيمته في الانتخابات، وإذا فقد الرئيس السيطرة على السلطة والتحكم فيها فإنه لن يترشح.. ومثال حالة زروال أمامكم ماثلة. لا يمكن أن نتصور جزءا من السلطة يدعم ترشح غير بوتفليقة ويترشح ضد بوتفليقة ويفوز عليه ويقبل بوتفليقة بهذا الصورة المهينة. انتخابات حرة معناه انتخابات لن يفوز فيها بوتفليقة وغير بوتفليقة من الأرانب التي تطرح نفسها كمنافس لبوتفليقة في هذه الانتخابات، سيفوز بها أناس آخرون لا علاقة لهم بالساحة السياسية الحالية. لا يمكن أن نتصور جهاز الدولة يزوّر الانتخابات لغير إرادة الرئيس إذا ترشح! ولا يمكن أن نتصور السلطة هي التي تقرر مصير الانتخابات وليس صناديق الاقتراع وأصوات المواطنين. كل الذين يملأون الساحة السياسية بالعويل الانتخابي هم مجرد أرانب إذا ترشح الرئيس، والأفضل أن لا يوهموا أنفسهم ويوهموا المواطنين بمثل هذه الأحلام في التغيير !وأفضلهم سيكون بوتفليقة مكررا!