دعا عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم القضاءَ إلى فتح تحقيق في التصريحات النارية التي أدلى بها عمار سعداني ضد مؤسسة الاستخبارات، وقال إن “الطرفين مسؤولان عن التحلل الذي أصحاب مؤسسات الدولة”. تحدى عبد الرزاق مقري القضاء في الجزائر بأن يفتح تحقيقا فيما أدلى به الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أول أمس عن جهاز المخابرات وعلى رأسه الفريق محمد مدين، مخاطبا إياه “ فليترك القضاء في كل الاتجاهات مادام المتهِم معروفا والمتهَم معروفا والتهم معروفة ومذكورة في التصريحات”. وكتب مقري في صفحته الشخصية على الفايسبوك: “حينما كنا نطالب بتمدين العمل السياسي ورفع الأجهزة الأمنية العسكرية والإدارية يدها عن الانتخابات ودعم هذا الحزب وضرب ذاك، كان زعماء جبهة التحرير والشياتون في مختلف الأحزاب يعتبرون ذلك تطرفا، ونحن لم نكن نتهجم على أحد ولكن كنا نقوم بواجب التوعية حتى يصبح للسياسة معنى، وحتى يصبح السياسي حرا يحركه ضميره ومؤسسات حزبه السيدة، ولكي تصبح السياسة نافعة للبلد وليست مرتعا للمصالح الشخصية”. ويظهر من خلال موقف حركة مجتمع السلم من الخرجة التي وقعها عمار سعداني، أن عبد الرزاق مقري وجد تناغما بين الحاصل من صراع في صورة هجمة الأمين العام للأفالان ضد مؤسسة الاستخبارات، وبين قرار الحركة مقاطعة الانتخابات الرئاسية، فيما يراه الحمسيون بأن قرار المقاطعة يعزز المبررات التي دعتهم إليها، طالما أن مضمون تصريحات سعداني في شق اتهامه المسؤول الأول عن المخابرات تضمنت اتهاما بخلخلة الأحزاب والتدخل في الحياة السياسية، لكن مقري لا يستثني سعداني من الانتقاد عندما يقول “واليوم، المسؤول الأول في جبهة التحرير يضع كل الملفات الخطيرة التي عرفتها الجزائر (مقتل بوضياف، تيڤنتورين، الرهبان، تفخيخ الأحزاب، محاولة اغتيال الرئيس) على ظهر دائرة الاستعلام والأمن العسكرية، ثم يسانده ويؤكد موقفه المكتب السياسي لجبهة التحرير في بيان رسمي”. ويعتبر مقري أن “الأجهزة الأمنية العسكرية التي يحاربها سعداني اليوم علانية هي التي جاءت ببوتفليقة وهي التي حمته وحمت من يسانده، وهي التي كانت بحوزتها كل ملفات الفساد ولم تظهرها ولم تقاض أصحابها، فالطرفان شريكان في حالة الترهل والتحلل التي تعرفها الدولة الجزائرية”، وما قاله سعداني ليس شجاعة ولكنه صراع أجنحة، ولو كانت صحوة سياسية لكان هذا القول قبل هذا اليوم، يوم كان من ينتقد هذا الوضع يحارب من داخل حزبه ومن خارجه”. ويعني مقري بقوله “يحارب من داخل حزبه ومن خارجه” ما حصل لحركة مجتمع السلم من انشقاقات لقياديين أسسوا أحزابا أو انصهروا في أخرى، على غرار عبد المجيد مناصرة الذي أسس “جبهة التغيير”، والقياديين أحمد دان “حركة البناء”، وعمار غول الذي أسس “تجمع أمل الجزائر”. وختم مقري تصريحه بالقول “الحمد لله على ظهور الحقائق ونحن أحياء”.