إنّ صلاة الجمعة واجبة، قال تعالى: “يا أيُّها الّذين آمنوا إذا نُودِيَ للصّلاةِ مِن يومِ الجُمعة فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ وذَرُوا البَيْعَ ذَلِكُم خيرٌ لكُم إنْ كُنتُم تَعلَمون” الجمعة 9. أمّا فضل الجمعة فعظيم جدًّا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ يوم الجمعة سيّد الأيّام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئًا إلاّ أعطاه ما لم يسأل حرامًا، وفيه تقوم السّاعة، ما من مَلك مقرَّب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلاّ وهنّ يشفقن من يوم الجمعة” رواه ابن ماجه وهو حديث حسن، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن ترك ثلاث جُمَع تهاونًا طبَع الله على قلبه” رواه النّسائي وغيره وهو حديث صحيح. ومن آداب يوم الجمعة: الاغتسال، عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “الغسل يوم الجمعة واجب على كلّ محتلم” أخرجه البخاري ومسلم، وكذا التّبكير إلى المسجد. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثمّ راح فكأنّما قرَّب بُدنَة، ومَن راح في السّاعة الثانية فكأنّما قرّب بقرة، ومَن راح في السّاعة الثالثة فكأنّما قرّب كبشًا أقرن، ومَن راح في السّاعة الرّابعة فكأنّما قرّب دجاجة، ومَن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذِّكر” أخرجه البخاري ومسلم. كما يستحبّ الإكثار من قراءة القرآن يوم الجمعة خاصة سورة الكهف، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء الله له من النّور ما بين الجُمُعَتَين” أخرجه البيهقي والحاكم وهو صحيح. ويستحبّ الإكثار من الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والإكثار من الدعاء تحرّيًا للسّاعة الّتي يستحبّ فيها الدعاء، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أكثروا من الصّلاة عليّ يوم وليلة الجمعة” أخرجه البيهقي وهو حديث حسن، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ في يوم الجمعة لساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائم يسأل الله شيئًا إلاّ أعطاه إيّاه” أخرجه البخاري ومسلم. وقد اختلف في تحديد ساعة الإجابة، وذكر ابن القيم رحمه الله أنّ الخلاف فيها على إحدى عشر قولاً رجّح فيها قولين: أنّها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصّلاة لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضَى الصّلاة” رواه مسلم. وأنّها بعد العصر لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “يوم الجمعة اثنتا عشر –يريد ساعة-، لا يوجد مسلم يسأل الله عزّ وجلّ شيئًا إلاّ أتاه الله عزّ وجلّ فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر” رواه أبو داود وغيره وهو صحيح.