يتزايد الحديث عن اجتماعات سرية قبيل انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات الحل السياسي للنزاع المسلح في سوريا المقررة في جنيف بحر الأسبوع الحالي، إذ على الرغم من نفي نائب وزير خارجية سوريا، فيصل المقداد، مشاركة بلاده في أي اجتماع سري، إلا أن مصادر دبلوماسية فرنسية نقلت عن سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى سوريا، روبرت فورد، قوله إن مسؤولين رفيعي المستوى مثلوا الخارجية الأمريكية في اجتماع مع المعارضة السورية وممثلين عن الخارجية الروسية، إلى جانب وفد عن الخارجية الإيرانية في تأكيد على سعي كل من موسكو وواشنطن لفتح قناة للحوار بين المعارضة السورية وطهران، الحليف الاستراتيجي لحكومة دمشق. تأتي هذه التسريبات على خلفية المعلومات التي تؤكد إصرار روسيا على إشراك إيران في مفاوضات جنيف بشكل أو بآخر لاقتناعها بقدرة طهران على الضغط على حكومة دمشق، وكانت تقارير إخبارية نقلت عن دبلوماسيين غربيين في جنيف قبول الولاياتالمتحدةالأمريكية مبدأ عقد اجتماع مواز للجولة الثانية لجنيف 2 يكون بمثابة لقاء الدول الداعمة لطرفي النزاع في مقدمتهم إيران، السعودية وتركيا برعاية كل من موسكو وواشنطن من أجل تقريب وجهات نظر الداعمين للمعارضة وحكومة دمشق، على أمل الضغط عليهم والتوصل إلى أرضية توافق تكون بداية المفاوضات الجدية للحل السياسي. غير أن الحديث عن تزايد الخلافات داخل صفوف الائتلاف المعارض بين التيار المحسوب على العربية السعودية والتيار المحسوب على قطر وتركيا، دفع بممثلي وفد الحكومة السورية إلى التشديد على ضرورة توسيع وفد المعارضة في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، وعدم اقتصارها على الائتلاف المعارض، سيما بعد ظهور بوادر عودة المجلس الوطني السوري بصفته هيئة سياسية مستقلة عن الائتلاف بعدما كان منضويا تحته، مع الإشارة إلى أن هيئة التنسيق هي الأخرى لوحت بإمكانية المشاركة في الجولة الثانية. ومما يُثار من تسريبات حول الزيارة الأخيرة لرئيس الائتلاف المعارض، أحمد الجربا، إلى موسكو، حث المسؤولون الروس الائتلاف على التقرب من طهران بصفتها الحليف المباشر لحكومة دمشق ولا يمكن التوصل لأي حلول ملموسة ما لم تكن طهران طرفا في المعادلة السياسية، لذلك يتوقع المراقبون أن تشهد الأيام القادمة اجتماعات هامشية للدول المعنية بالأزمة السورية، تكون طهران طرفا فيها، كما ستشهد تغييرات في صفوف المعارضة لتكون أكثر تمثيلا للتعدد السوري بغرض التوصل إلى تنسيق بين الداخل والخارج والسياسي والعسكري، لتكون مفاوضات جنيف 2 أكثر جدية وقادرة على التوصل لوقف العنف في مرحلة أولى والاتفاق على الفترة الانتقالية بعد ذلك. وعلى صعيد آخر، ذكر التلفزيون الرسمي السوري، أمس، خروج عشرات من سكان المدينة القديمة بمحافظة حمص المحاصرة، بعد الهدنة المعلن عنها من طرف الجيش النظامي والجماعات المسلحة المعارضة المتمركزة في قلب المدينة القديمة، فيما قال محافظ حمص، طلال البرازي، إن الأطفال والشيوخ المسموح لهم بمغادرة المدينة لهم حرية التنقل لأي منطقة داخل أو خارج سوريا، مضيفا أن الحكومة وفرت لهم الإسعافات الأولية، على أن تشرع المنظمات الإغاثية في إيصال المساعدات الإنسانية اليوم إلى المدينة. إلى ذلك، قالت سيجريد كاج، رئيسة البعثة الدولية بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، أن التأخير في نقل المواد الكيميائية السورية إلى خارج البلاد مرده أسباب مرتبطة بالظروف الاستثنائية التي تعيشها سوريا، نافية بذلك اتهامات المعارضة بخصوص “تماطل الحكومة السورية وسعيها للاحتفاظ بالمواد الكيميائية”، وجاء رد سيجريد كاج خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن أول أمس، لتضيف أن العملية “مستمرة ومن المنتظر أن تتواصل إلى غاية التخلص من كل المواد الكيميائية السامة والمحظورة بحلول 30 جوان كأخر آجل”.