المشروع سيكون جاهزا في 2025..خلية يقظة لحماية الأطفال من مخاطر الفضاء الافتراضي    متحف "أحمد زبانة" لوهران: معرض لتخليد روح الفنان التشكيلي الراحل مكي عبد الرحمان    الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية تطلق برنامجا وطنيا للنهوض بقطاع المؤسسات المصغرة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44330 شهيدا و 104933 جريحا    حوادث الطرقات: وفاة 41 شخصا وإصابة 193 آخرين خلال أسبوع    أشغال عمومية: صيانة الطرقات ستحظى بأولوية الوزارة الوصية خلال المرحلة القادمة    عميد جامع الجزائر يدعو الى الاستلهام من دروس الثورة التحريرية المجيدة لمواجهة التحديات الراهنة    السيد بلمهدي يشرف على انطلاق الدورة الثانية لتأهيل محكمي المسابقات القرآنية    عدالة: افتتاح السنة القضائية الجديدة 2025/2024 بمجلس قضاء الجزائر    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائر تتوج بثلاث ذهبيات جديدة في الجيدو وأخرى في الكرة الطائرة    مولوجي تستقبل رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني    منظمة التحرير الفلسطينية تدعو الأمم المتحدة إلى إلزام الكيان الصهيوني بإنهاء وجوده غير القانوني على أرض دولة فلسطين    العدوان الصهيوني: 2500 طفل في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    تدشين "دار الصنعة" بالجزائر العاصمة, فضاء ثقافي جديد مخصص للفنون والصناعات التقليدية    أوبك+: تأجيل الاجتماع الوزاري القادم إلى 5 ديسمبر المقبل    سوناطراك تشارك في صالون كوت ديفوار    ركاش يروّج لوجهة الجزائر    شركات مصرية ترغب في المشاركة    الحكومة تدرس آليات تنفيذ توجيهات الرئيس    الحسني: فلسطين قضيتنا الأولى    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    البرتغال تستضيف الندوة ال48 ل أوكوكو    عطّاف يدعو إلى مبادرات فعلية وجريئة    معسكر تحيي ذكرى مبايعة الأمير عبد القادر    رئيس الجمهورية يجدد دعم الجزائر الثابت لفلسطين    كأس افريقيا 2024 سيدات/ تحضيرات : فوز الجزائر على اوغندا وديا (2-1)    إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة صالح بوبنيدر ومؤسسة خاصة مختصة في الصناعة الصيدلانية    الجزائر مورّد رئيسي لأوروبا بالغاز    الارتقاء بالتعاون العسكري بما يتوافق والتقارب السياسي المتميّز    الإطار المعيشي اللائق للمواطن التزام يتجسّد    الجزائر تؤكد على حماية العاملين في المجال الإنساني    ميناءا عنابة وجيجل بمواصفات عالمية قريبا    198 مترشح في مسابقة أداء صلاة التراويح بالمهجر    أوامر لإعادة الاعتبار لميناء الجزائر    حرفية تلج عالم الإبداع عن طريق ابنتها المعاقة    إرث متوغِّل في عمق الصحراء    انطلاق تظاهرة التعليم التفاعلي "خطوتك"    مدرب فينورد ونجوم هولندا ينبهرون بحاج موسى    انتقادات قوية لمدرب الترجي بسبب إصابة بلايلي    عطال يتعرض لإصابة جديدة ويرهن مستقبله مع "الخضر"    8 عروض وندوتان و3 ورشات في الدورة 13    بللو يدعو المبدعين لتحقيق نهضة ثقافية    "فوبيا" دعوة للتشبث برحيق الحياة وشمس الأمل    فحص انتقائي ل60900 تلميذ    جانت.. أكثر من 1900 مشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة الولائية للرياضات الجماعية    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    نال جائزة أفضل لاعب في المباراة..أنيس حاج موسى يثير إعجاب الجزائريين ويصدم غوارديولا    كأس إفريقيا 2024: المنتخب الوطني النسوي يواصل تحضيراته بحضور كل اللاعبات    خنشلة : أمن دائرة بابار توقيف 3 أشخاص وحجز 4100 كبسولة مهلوسات    مستغانم : قوافل الذاكرة في مستغانم تتواصل    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    الفترة المكية.. دروس وعبر    معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة بوهران: استقطاب أكثر من 15 ألف زائر    وزير الصحة يشرف على اختتام أشغال الملتقى الدولي الثامن للجمعية الجزائرية للصيدلة الاستشفائية وصيدلة الأورام    تسيير الأرشيف في قطاع الصحة محور ملتقى    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر        هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الظواهري روّج لشرائه 3 قنابل نووية
نشر في الخبر يوم 13 - 03 - 2014

يتحدث العميل المزدوج «رمزي» في هذه الحلقة السادسة الأخيرة، عن الصفقة التي قام بها بين حركة «طالبان» والحكومة الأسترالية والتي تضمنت تعهداً بأن الجماعات الجهادية في أفغانستان لن تستهدف أولمبياد سيدني وفي الوقت نفسه تتم دعوتها إلى الحضور في إطار سعي حركة الملا عمر إلى الحصول على اعتراف دولي بها. ويروي «رمزي» أيضاً قصة المزاعم التي روّج لها «القاعدة» عن شرائه ثلاث قنابل نووية بهدف إيجاد توازن استراتيجي مع الولايات المتحدة. ويؤكد أنه غير نادم على تجسسه على «القاعدة» على رغم عهد المبايعة الذي أداه لزعيمه أسامة بن لادن، قائلاً إنه لا يمكن أن يقبل أن يحتكر قرابة 400 شخص هم عداد أفراد «القاعدة» في أفغانستان، قرار أمة إسلامية تبلغ بليوناً ونصف البليون نسمة. بحكم عملك كمراسل «القاعدة» الدولي هل عملت مع أبو قتادة؟ - أعرف أبو قتادة جيداً، إذ قابلته مرات عدة عندما كنت أنقل له رسائل من أفغانستان. قابلته أول مرة في منزله في منطقة ويمبلي في لندن، وكان دائم السؤال عن أخبار طالبان والقادة الذين يعرفهم، وكنت أزوده بالمعلومات التي يسأل عنها، وكان يرافقه دائماً رفيق دربه أبو الوليد الفلسطيني الذي كان بمثابة نائبه. وأعتقد أن أبو الوليد موجود الآن في منطقة القبائل الباكستانية، ويكتب بين الحين والآخر لمجلات «القاعدة». مسجد أبو قتادة كان عبارة عن قاعة في نادي في منطقة مارلبون اسمه «فور فذرز كلوب» أو بالعربي نادي «الريش الأربع». النادي شبه مملوك لبلدية مارلبون، وكان أبو قتادة يستأجره كل جمعة لمدة ساعتين ونصف للصلاة. المسؤولة عن النادي كانت ترفض طلبات الأجهزة الأمنية عدم السماح له بالحديث هناك، وكانت تصر على حرية الرأي. كنت دائم الزيارة لأبو قتادة وأبو الوليد وكان يحيط بهما مجموعة من الشباب أبرزهم شاكر عامر وهو سعودي يحمل الإقامة البريطانية الدائمة، ومعتقل في غوانتانامو منذ أكثر من 12 عاماً. وكانت خطبة أبو قتادة مكان تجمع أسبوعي للجزائريين من كل أوروبا، من شتوتغارت في ألمانيا ومن ميلانو في إيطاليا، ومن بلجيكا، ومن أمستردام وباريس. شبكته كانت شبكة عالمية، بل إنه في 1994 بعد أن حصل على جواز السفر الأزرق لأنه كان لاجئاً في ذلك الوقت، سافر إلى أستراليا وأقام علاقة مع شبكة من الأصوليين، وهذا غير معروف في الإعلام. هل أنت متأكد من هذه المعلومات؟ - نعم، الكل في التنظيم يعرفها ولكن لم تنشر من قبل. أستطيع أن أؤكد لك أن أبو قتادة أقام علاقة مع شبكة من الأصوليين في سيدني وبالذات في منطقة لاكيمبا. المسجد هناك كغيره من مساجد أستراليا في ذلك الوقت كان عبارة عن شقة مستأجرة وليس مسجداً رسمياً، وكان أيضاً مسجد «كوبيرج» في حي كوبيرج في ملبورن. في 1994 شكّل أبو قتادة هذه الشبكة وتوسعت، وفي 2005 قبضوا على حوالى 14 مشتبهاً بهم كانوا يخططون لحوالى 13 عملية استشهادية في أستراليا. هذه المجموعات درست المفاعل النووي الأسترالي لمهاجمته لكن الأستراليين كانوا متيقظين لتلك الخلايا منذ عام 1998. هل زرت أستراليا مع الجهاز الذي شغلك؟ - نعم، في عام 2000 من أجل تأمين الأولمبياد، وزرت هذه المساجد كلها وأعرفها. هل زرتها كعضو في «القاعدة» أم كجاسوس عليها؟ - زرتها بالصفتين، وبحجة أن أفراداً من عائلتي يرغبون في الاستثمار في العقارات الأسترالية قبل الأولمبياد. أنا عقدت صفقة بين حركة طالبان والحكومة الأسترالية لتأمين الألعاب الأولمبية وعدم الاعتداء عليها من الحركات الجهادية. قلت لأبو قتادة إن لدي أعضاء من العائلة يريدون الاستثمار في العقارات الأسترالية، فهل تعرف أي شخص هناك يمكن أن يساعد؟ قال لي: نعم أعرف، وعرّفني إلى مجموعته هناك. هو مكث هناك شهراً كاملاً في 1994 وعقد خلال زيارته ما يقرب من 60 درساً، أي بمعدل درسين في اليوم. وغالبية أعضاء شبكته الأسترالية من الشباب اللبنانيين السنّة المهاجرين. الذي حصل هو أنه في عام 2000 طلب مني جهاز الاستخبارات الغربي الذي كنت أعمل معه، المساعدة في تأمين أولمبياد أستراليا من طريق جمع المعلومات، ومعرفة ما إذا كان هناك أي نية للتنظيمات الإسلامية لمهاجمة الأولمبياد، ما يعني تكراراً لعملية ميونيخ عام 1972. كان السفر إلى لبنان وباكستان وأفغانستان قبل الذهاب إلى أستراليا، جزءاً من مهمتي وكان مطلوباً مني مقابلة أبو قتادة، وبالفعل بعد اختلاقي قصة حول زيارتي أستراليا قام أبو قتادة بترتيب لقاءات لي هناك مع الخلايا التي أسسها خلال زيارته لها في عام 1994. وخلال زياراتي لبنان، خصوصاً مخيم عين الحلوة وطرابلس، وباكستان لم أجد أي اهتمام من التنظيمات الإسلامية بمهاجمة الأولمبياد. بعد وصولي إلى أفغانستان دعاني أحد الشباب لزيارة والي ننغرهار في جلال آباد، وفي مكتب الوالي قابلت هناك وزير الرياضة وشؤون الشباب في حكومة طالبان. وبعد أن ذكرت له أنني سأقوم بزيارة أستراليا قريباً لزيارة الأقارب، أبدى رغبته بأن يزور هو أستراليا للمشاركة في الأولمبياد، قال لي إن طالبان قدمت طلباً للجنة الأولمبية العالمية لتمثيل أفغانستان في الأولمبياد، ولكن بحكم أن مقعد الأمم المتحدة ما زال يمثله التحالف الشمالي بقيادة برهاني ومسعود تم توجيه الدعوة له، على رغم أنه لا يسيطر إلا على خمسة في المئة من أراضي أفغانستان، بينما تسيطر طالبان على حوالى تسعين في المئة. وقال لي كان الأجدر بهم توجيه الدعوة إلى طالبان وليس للتحالف الشمالي، ولكن للأسف لم توجه لها الدعوة. وقال الوزير الطالباني: «كنا نتمنى المشاركة لتسجيل حضور واعتراف من المجتمع الدولي». في تلك اللحظة خطرت لي فكرة اعتبرتها مجنونة إلى حد ما ولم أتوقع أن يكون لها أي تأثير. ما هي هذه الفكرة؟ - قلت له إن لي قريباً في أستراليا من أصل لبناني في اللجنة الأولمبية الأسترالية، أستطيع التحدث إليه وأستطلع إلى أي مدى يمكن الوصول إلى صيغة تفاهم في هذا الشأن. ولكن أريد منك خدمة وهي أن الأستراليين مرعوبون من إمكانية استخدام الحركات الجهادية ال13 الموجودة في أفغانستان بلادكم كمنطلق للهجوم على الأولمبياد. فقال: «نحن لن نسمح مطلقاً بأن تقوم هذه الحركات بالاعتداء والهجوم على الأولمبياد انطلاقاً من أفغانستان». فقلت له هل أبلغتم الأستراليين بهذا الموضوع؟ فقال لا، لأنه لا توجد اتصالات بيننا وبين الأستراليين. قلت له هل ممكن أن تُحضر تعهداً من الحركات الجهادية في أفغانستان بأن لا تهاجم الأولمبياد في أستراليا؟ قال لي سأرد عليك خلال أسبوع، وفي أقل من أسبوع جاءني مندوب من الملا وكيل متوكل وزير خارجية طالبان يخبرني فيها بأن الملا عمر تحدث مع أسامة بن لادن وجميع الحركات والمنظمات الجهادية وأخبرهم بأن الأولمبياد «لن يهاجم ولن يهاجمه أحد من أي طرف في أفغانستان، أو أي طرف حليف لهم من خارج أفغانستان». وقال لي إن الملا عمر تحدث مع الجميع وقال لهم: «إن الاولمبياد خط أحمر لا نريد من أي تنظيم أن يعتدي عليه، لأننا نريد أن نتفاهم مع الحكومة الأسترالية». وطلب مني إبلاغ الحكومة الأسترالية بأن طالبان على استعداد للتفاهم معها. بدوري وعدته بأن أفعل ولكن بشرط عدم إخبار أحد بهويتي وبشخصيتي. في الخامس عشر من آب (أغسطس) من عام 2000 وصلت إلى مطار سدني، وكان في انتظاري فريق عمل مشترك من الاستخبارات الأسترالية واستخبارات الدولة الغربية التي كنت أعمل معها. في اجتماعي معه أخبرته بمبادرتي الفردية والصفقة التي طرحتها على حركة طالبان، أعجبته الفكرة كثيراً وفرح بها، وقال لم نكن نتوقع هذه المبادرة، وقال على سبيل المزاح: «الآن أنت قمت بالمهمة على أكمل وجه، وأمنت الأولمبياد يمكنك العودة إلى الدولة التي قدمت منها». رفضت وأصررت على قضاء فترة السبعة أسابيع المحددة في مهمتي. أخبرته (الفريق) بأن هذا تعهد كامل من الملا عمر وجميع الحركات الجهادية ملتزمة، فقال وماذا يضمن لنا هذا التعهد؟ قلت توجيه دعوة إلى وزير الرياضة في حركة طالبان لحضور الأولمبياد على رأس وفد صغير من حركة طالبان للمشاركة في الأولمبياد كوفد مراقب، وهذا الوفد سيؤكد لكم هذا التعهد فور وصوله إلى استراليا لتأكيد لكلامي. بعدها بحوالى 48 ساعة نشرت الصحافة الأسترالية خبراً مفاده أن أستراليا وجهت دعوة إلى طالبان للمشاركة في الأولمبياد وإرسال وفد بصفة مراقبين. وبالفعل جاء الوزير وثلاثة أشخاص من وزارته، وكان سعيداً جداً بهذه المشاركة وحملوا أعلام طالبان وأخبر الوزير الأفغاني الحكومة الأسترالية بأن الرسالة التي أبلغتها إياها صحيحة وأن الملا عمر هو ضامن هذا الاتفاق. كانت طالبان تعتقد أن المشاركة في أولمبياد أستراليا خطوة أولى للحصول على مقعد في الأمم المتحدة ولو بصفة مراقب. بالعودة إلى نشاط أبو قتادة تقول إن الأموال التي يجمعها مناصروه في بريطانيا كانت حصيلة سرقات أو «غنائم». لكن طالبان كانت تقوم بشيء شبيه: تبيع مخدرات لتمويل نشاطها. - قصة طالبان تختلف، لأنها كانت تنتج وتبيع في بلدها وعلى أرضها وفي النهاية أوقفت التجارة كلياً عام 2001. ولكن بريطانيا ليست بلدها وهي تبرر السرقة من البنوك ومن المطاعم ومن شركات الهواتف. كانت سرقات بمبالغ رهيبة، والأسوأ من ذلك أن تلك الجماعات كانت تعتبر لندن دار حرب. وكيف كانت علاقة أبو قتادة بأبو حمزة؟ - كان بينهما صراع ومنافسة كبيرة على استقطاب جنسيات معينة من شمال أفريقيا، لا سيما الشباب الجزائريين المختصين بالتزوير. فالفئة التي كانت تحيط بالرجلين من الجزائريين كانت من الخبراء في تزوير بطاقات الائتمان. فعندما تريد أن تشتري جهاز حاسوب سيبيعونه لك هؤلاء الشباب بنصف السعر بعد شرائه ببطاقة ائتمان مزورة. كانوا أحياناً يبتاعون مطابخ كاملة ويبيعونها بنصف السعر. كانوا يملكون مجموعة من الجوازات الفرنسية المزورة وكانت فارغة من دون أسماء، وأحد قادة «القاعدة» في لندن كان بحوزته عبر وسيط مختص بالوثائق المزورة أكثر من 50 جواز سفر جنوب أفريقي أصلياً، طبعاً هذا غير الجوازات الإيطالية والفرنسية المزورة. أحد شباب «القاعدة» في أوروبا فتح حساباً مصرفياً عبر جواز سفر فرنسي ملأه هو بالمعلومات، وقام على مدار فترة طويلة بإيداع وسحب وتسديد فواتير، ففتحوا له خط اعتماد وبطاقة ائتمان. قام بشراء هواتف نقالة عدة بالعقود، وأخذ قرضاً وسدده، وعلى مدى سنة كاملة جعل الحساب نظيفاً، بعد ذلك ضرب ضربته الكبرى ونصب على البنك بحوالى 60 ألف جنيه استرليني من خلال قروض وفواتير وبطاقات الائتمان والتليفونات، وحين اختفى عن الأنظار بدأوا يبحثون عنه، وبعد مراجعة الأوراق والمستندات التي قدمها وجدوا أن اسمه الأول الذي عبأه في جواز السفر الفرنسي المزور هو «غنيمة» أما الاسم الثاني أي عائلته فكانت «ياكفار». فكان البحث عن السيد «غنيمة ياكفار». هل ساهمت بكشف هذه الجوازات؟ - كان الجهاز الذي أتعاون معه على اطلاع بتلك الجوازات المزورة وكان يكشفوها واحداً وراء واحد. وفي الحقيقة الجهاز قد يكون سرّب بعض الجوازات لهم لتعقبهم في سفرياتهم. أبو قتادة كان لديه جوازات سفر جنوب أفريقية جاهزة للتعبئة وأنا رأيتها بنفسي. التزوير كان وراء ابتكار جوازات السفر ذات الشريحة والتي تحتوي على المعلومات الحيوية. هل عملت في شكل مباشر مع أبو حمزة؟ - نعم، خلال عملي كمراسل ل «القاعدة» عقدت أكثر من اجتماع معه. وفي بداية حرب كوسفو كان أبو حمزة يرغب في تشكيل مجموعات جهادية وإرسالها إلى هناك ليتزعمها هو على غرار مجموعة البوسنة. وقال لي إن هناك هيئات إغاثية إسلامية في كوسوفو ستكون هدفنا الأول وعلينا السيطرة عليها وعلى ممتلكاتها. حديثه فاجأني وسألته لماذا تريد فعل ذلك؟ فقال مستشهداً بحديث ملفّق لشيخ الإسلام ابن تيمية يقول فيه إن الجهاد أولوية، بالتالي يجب الإنفاق على الجهاد حتى لو كان هناك جياع وفقراء وأيتام. وهذا حديث ملفق لابن تيمية. لكن أبو حمزة كان يرى أنه من المهم السيطرة على الهيئات الإغاثية ودعم المجاهدين، وقال إنه يجوز قتل مسؤولي تلك المؤسسات إذا قاوموا، لأنه كان يعتقد أن الغالبية العظمى من موظفي تلك المؤسسات جواسيس. نقلت كلامه إلى أفغانستان، ووصفه أيمن الظواهري في ذلك الوقت بالجنون والتخلف. وأتذكر قول أيمن الظواهري بلهجته المصرية «الله دا إنسان مجنون وجاهل». ما صحة فقدان أبو
حمزة يدَه خلال تفكيكه الألغام؟ - هذا كلام عار من الصحة، أبو حمزة فقد يده بسبب عدم التزامه بتعليمات أبو خباب خلال عملية التدريب على المتفجرات. المشكلة أن هذا الرجل كان يعتقد أنه يملك معرفة بكل شيء وهذا كان سبب فشله. قنابل نووية هي قصة القنابل النووية الثلاث التي يُزعم أن «القاعدة» اشتراها من المافيا الدولية؟ - نعم قصة حقيقة، كان هناك إجماع في أوساط شباب المعسكرات على أن «القاعدة» حصل على 3 رؤوس نووية اشتراها من المافيا الروسية بقيمة عشرة ملايين دولار للرأس الواحد، تُضاف إليها خمسة ملايين دولار كلفة التهريب والتوصيل ليصل المجموع إلى خمسة وثلاثين مليون دولار، وإن هذه القنابل موجودة في أفغانستان. أبو عبدالعزيز الخبير الكيماوي في «القاعدة» وأبو خباب اجتمعا بضباط من الاستخبارات الباكستانية، لأنها سمعت عن هذه القنابل الثلاث. في عام 1997 راج أن هذه القنابل سُلمت إلى أفغانستان. أبو خباب قال لي آنذاك إنه يجب على «القاعدة» الاستعانة بخبير نووي باكستاني للتأكد من أن هذه القنابل نووية فعلاً. وهل جاء ذلك الخبير؟ - قيل لنا إن خبيراً نووياً باكستانياً جاء مع أجهزة وفحص تلك القنابل وأكد أنها رؤوس حربية نووية من صواريخ «إس إس 4». في عام 1999، سألت أبو خباب هل صحيح أن هناك قنابل نووية وصلت إلى التنظيم؟ فقال لي: «سمعت ذلك وأن قيمة الصفقة بلغت خمسة وثلاثين مليون دولار وأن أيمن الظواهري هو من أجرى الصفقة من طريق المافيا الشيشانية - الروسية التي توطدت علاقاته بها بعد خروجه من السجون في داغستان. وهل رأيت القنابل النووية بعينك؟ - لا. هل رآها أبو خباب بنفسه؟ - أنا سألته هذا السؤال، وقال لي لا لم أرها، ولكنه أكد لي أن مصادره الخاصة أكدت له أن أيمن الظواهري هو من أجرى هذه الصفقة. عند ذلك سألته، يعني ذلك أننا نملك الآن قنبلة نووية؟ فرد: «جابوها». ولكن حتى لو رغب «القاعدة» في تفجير هذه القنابل فلن تنفجر. لو تم وضع قنبلة تقليدية بالقرب من القنبلة النووية لتفجيرها فلن تنفجر القنبلة النووية، وكل ما سيحصل هو تدمير القنبلة النووية من دون تفجيرها وسيحدث فقط تسرب إشعاعي لأن الصاعق النووي لديه عنصر يسمى «ضمانة عدم الفشل». القنبلة النووية تفجر بصاعق نووي فقط وهذا الصاعق مبرمج للعمل في منطقة الضغط الجوي على ارتفاع عشرة آلاف قدم، وحين يتم إلقاء القنبلة النووية يبدأ الصاعق بالعمل على ارتفاع عشرة آلاف قدم، وتنفجر القنبلة على ارتفاع ألف قدم من سطح الأرض. وبناء على كلام أبو خباب «لتفجير القنبلة أرضياً - وهو مستحيل - يجب أن تخدع الصاعق وتوهمه بأنه على ارتفاع 1000 قدم لينفجر». وسألته هل لديك هذه التكنولوجيا لعمل ذلك؟ قال لي: «تعال بعد عشرين سنة سأقول لك». سألته مرة ثانية يعني أنه لا يوجد إمكانية لتفجير هذه القنابل أرضياً؟ قال لي «لا، لا يوجد». خلاصة القول إن «القاعدة» روّج لامتلاكه ثلاث قنابل لكنه كان مثل من يملك ثلاث سيارات رولزرويس من دون بطاريات لتشغيلها، ولا يوجد إمكانية لإيجاد هذه البطاريات. من أشرف على عملية الشراء ونفذها؟ - أبو عبدالعزيز المغربي هو المسؤول عن هذا الملف وتحت إشراف بن لادن والظواهري. وأين هذه القنابل الآن؟ - يتداول مقاتلو «القاعدة» أنها هُربت إلى واشنطن ونيويورك وسياتل. ذلك سهل، فحجم القنبلة النووية بحجم الثلاجة الصغيرة. ماذا كان يريد «القاعدة» من الحصول على هذا السلاح؟ - كان يفكر بالحصول على السلاح النووي كضمانة لوضع حد لأميركا، فإذا تجاوز الأميركيون الحدود وضربوا بلداً مسلماً بقنبلة نووية سيرد «القاعدة» بضرب أميركا بقنبلة نووية. أبو خباب هو من أخبرني بذلك، قائلاً: «إن الهدف كان استخدامها كسلاح ردع استراتيجي ضد أميركا». وماذا عن الأسلحة الجرثومية؟ - برنامج الأسلحة الجرثومية ل «القاعدة» أسطورة لأنه فقط على الورق. لم يستطع الخبراء في «القاعدة» إنتاج أي شيء من الأسلحة الجرثومية سواء الإنتراكس أو البوتولوزم أو الحصبة، لأنها تحتاج إلى مختبرات عالية التقنية وهم يفقتدونها، وكانوا خائفين من عدم القدرة على التحكم بتلك الأسلحة. في أحد الكهوف في الجزائر تم اكتشاف 48 جثة لأعضاء من تنظيم «القاعدة» مصابين بمرض الطاعون، سبب وفاتهم أنهم كانوا يصنعون سلاحاً جرثومياً فماتوا خلال عملية التصنيع. وأبو خباب كان يقول خلال عملية التدريب: «إننا لن نصنع أي سلاح جرثومي، لصعوبة التحكم به»، وكان يقول: «إننا نتعلم النظريات، ولكن عملياً لن نستطيع تطبيقها». ودينياً كان أبو خباب يعتبر الأسلحة الجرثومية من الإفساد في الأرض وهلاك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد. ولكنه مستعد لصنع متفجرات وأسلحة كيماوية! - كان يقول إن الأسلحة التقيلدية والكيماوية يسهل التحكم بها ووضعها في أهداف معينة مخطط لها، لكن الأسلحة الجرثومية عدوى تنتقل من شخص إلى آخر. هل استخدم «القاعدة» هذا النوع من السلاح؟ - نعم، «القاعدة» استخدم غاز الكلورين في العراق ثلاث مرات تحت إشراف الزرقاوي وأبو حمزة المهاجر، وتم التوقف بعد ذلك. جاءت التحذيرات من أجهزة الاستخبارات الغربية من خلال طرق سرية تحذر من استخدام سلاح شامل لأنها بدورها - أي الأجهزة الغربية - لم تستخدم هذا النوع من الأسلحة ضده. هل هذا نوع من الاتفاق ما بين الأجهزة الاستخباراتية الغربية و «القاعدة» على تحديد نوعية أسلحة الاشتباك؟ - نعم، هو نوع من الرسائل المتبادلة والاتفاق الضمني. كيف كانت تتم تلك المراسلات؟ - (يضحك). أنت أليس كذلك؟ - ... هناك طرق للتوصيل. ولكن «القاعدة» كسر الاتفاق بشرائه القنبلة النووية المزعومة؟ - «القاعدة» لم يكن ينوي شن هجوم نووي، بمقدار ما كان يريد استخدام القنبلة النووية كوسيلة للردع وليس للهجوم. لكن كانت خلية في نيويورك تريد استخدام السلاح الكيماوي «المبتكر» الذي اخترعه «القاعدة»، للاعتداء على أنفاق نيويورك عام 2003، وكنت أنا أعلم بهذه بالعملية، والظواهري أوقفها لأنه كان يعتقد أنها ستأخذ الحرب إلى مستوى آخر، ولأن «المبتكر» سلاح دمار شامل، ولا أعتقد أننا نريد الوصول إلى هذه المرحلة. الاعتداء كان في مرحلة التخطيط حين أوقف ولم ينفذ. هل هناك عمليات ساهمت أنت بكشفها في أوروبا؟ - نعم، كانت هناك مجموعة من «القاعدة» تخطط لتسميم سيارات الأثرياء في منطقة راقية في أوروبا من خلال تسميم مقابض أبواب السيارات الواقفة. كيف اكتشفت هذه العملية؟ - لا أستطيع شرح كيف كشفت ولكنها كشفت والحمد الله. وهذا كان لطفاً من الله، لأنني كنت في المكان والوقت المناسبين حتى لا تتم هذه العملية، وتم القبض على المخططين واتهامهم بمخالفات مالية ومن نواحٍ إدارية فقط لا غير وكان ذلك بين 2004 و2005. هل كوفئت؟ - كوفئت نعم، دعيت إلى عشاء في أحد المطاعم الفاخرة. أنا لست مادياً ولا أطلب أموالاً. مرتبي لم يتجاوز 1700 دولار. بعد قراءة ما قمت به سيصفك قراء بالخائن. خنت رفاق السلاح في البوسنة وأفغانستان والفيليبين. سيتهمونك بأنك نقضت البيعة؟ - أنا مدرك هذا الاتهام، ولكن أريد القول أنا لم أتغيّر لكن رفاقي هم الذين تغيروا تغيراً جذرياً، هم من تحوّل وحرف مسار الجهاد من جهاد دفاع عن المسلمين إلى جهاد استفزاز للغرب ودفعه للهجوم على المسلمين. هم من اختطف قرار الحرب والسلم. هم الذين خانوا الأمانة التي في أيديهم. خانوا مهمتهم. الهدف كان واضحاً وهو الدفاع عن بلاد المسلمين ودمائهم وأعراضهم. مهمتنا ليست إطاحة دول أو إقامة دول واستفزاز دول أو شن حرب عالمية. عندما انضممت للتيار الجهادي في البوسنة انضممت على أساس أننا سندافع عن أرواح المسلمين وأعراضهم ودمائهم وأراضيهم، سندافع عنهم أمام هجمات مثل الهجمة السوفياتية في أفغانستان أو الهجمة الصربية في البوسنة أو الهجمة الروسية في الشيشان في الحرب الأولى. المهمة كانت واضحة وهي الدفاع عن أرواح هؤلاء الناس وأعراضهم ودينهم. لكن، عندما تغيّر رفقاء دربي، رفقائي في السلاح، من هدف حماية أرواح المسلمين إلى هدف شن حرب عالمية على الغرب مثل ما قال أبو حمزة الغامدي - «جبهة هذه الحرب هي كل ما بين القطبين» - هذه الأيديولوجية غيّرت المفهوم. حينما كنت أقاتل في تلك المناطق كنت أرتدي بدلة عسكرية وهذه البدلة العسكرية في نظري لها أثر شرعي، بارتدائي البدلة العسكرية أعطي تحذيراً شرعياً لمن هو أمامي بأنني عسكري وأنني محارب للاستعداد والحذر، ولكن حين ارتدي الملابس المدنية وأذهب مثلاً إلى السينما أو إلى الفندق أو إلى البرلمان وأستهدف المدنيين، فهذا الآن ليس عملاً عسكرياً، بل عمل هو إرهابي وهذا عمل إجرامي. يمكن أن يتذرع قادة «القاعدة» بأنهم لا يؤمنون بالقوانين الدنيوية، ولكن ماذا عن القوانين الشرعية؟ أين القضاة والعلماء الذين أفتوا وأجازوا هذه العمليات؟ ولنفترض أن علماءهم أجازوها، فهل هؤلاء العلماء أكفاء ومؤهلون؟ الجواب لا، لأنهم أصبحوا القضاة والجلادين في الوقت نفسه. أنا لدي مشكلة في فهم أن تنظيم «القاعدة» يملك الحق في قتل 240 أفريقياً منهم 100 مسلم والتسبب في العمى للأبد لما يقارب مئة وخمسين شخصاً، من أجل ماذا؟ من أجل قتل 12 ديبلوماسياً أميركياً في تنزانيا وكينيا. هل حدث نقاش داخلي داخل «القاعدة» بعد العملية؟ - نعم، ذكرت لك كيف سألت أبو عبدالله المهاجر حول تلك العملية وتذرع بحجج من التاريخ الإسلامي. أنا لا أعتبر نفسي خائناً أو عميلاً ولا أنني خنت البيعة. لكن بيعتك لابن لادن تنص على السمع والطاعة في المنشط والمكره في غير معصية، وطاعة الأمراء والمحافظة على أسرار التنظيم. أنت خنت البيعة بكشفك أسراره؟ - لا، لأن البيعة أصلاً كانت منقوضة، أنا نويت النية والرسول عليه الصلاة والسلام يقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. هل نيتي أن أكون مجرماً وخائناً؟ أنا عملت ما أعتقد أنه يرضي رب العالمين، ولا تنسَ أن هذا التنظيم لا يمثل الإسلام. أشعر براحة نفسية لأنني خرجت من ضيق التنظيم إلى سعة الإسلام. أنا كنت قد خططت للخروج وقررت أن أنقض البيعة قبل الانضمام للاستخبارات الغربية. وهل التعاون مع الجهاز الاستخباراتي الغربي جائز شرعاً برأيك؟ - السؤال هل التستر على من يقوم بجرم في حق الدماء جائز شرعاً في الإسلام؟ هل يعتبر التستر جريمة أم لا؟ تستري عليه قد يرضيني من الناحية الأخلاقية، لاعتبارات العشرة و «العيش والملح»، ولكن هذا الرجل قام بجريمة وقتل وجرح المئات، هل هو مجرم أم مجاهد؟ خلال نصف ساعة أخذت قراري وقررت أن أضعه في خانة المجرمين، واعتبار التستر عليه جريمة شرعية، لأنه دعم وخطط لعملية أدت إلى مقتل 25 شخصاً في قطارات باريس. لم يكن لدي الوقت الكافي لاتخاذ القرار. لم يكن لدي مشكلة في الذهاب إلى السجن لأن البيعة كانت تجبرني. بنيتي الفكرية وعقيدتي اختلفت فاختلف سلوكي. لماذا لم تحاول تغيير التنظيم من الداخل، خصوصاً أنك كانت واعظاً فيه وكنت تملك القدرة على تغيير المفاهيم؟ - لو شكوا في ولائي أو ترددي لأعدموني، بخاصة أنني أملك أسرارهم، أو لأرسلوني إلى الجبهة والرباط إجبارياً كجزء من إعادة التأهيل. فلماذا أقوم بذلك؟ الرسول يقول اقضوا حوائجكم بالكتمان. الرسول يقول رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، أنا كجندي على دراية ما إذا كنت سأنتصر أم لا في أي معركة أخوضها، أيقنت أن محاولة التغيير من الداخل ستكون معركة خاسرة قبل أول طلقة وقبل أول سؤال. هل تخاف الموت؟ - لم أخف خلال وجودي في «القاعدة» ولم أخف من العمل الاستخباراتي فهل أخاف الآن؟ الأقدار بيد الله، والرسول يقول مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ. لا الشجاعة تنقص العمر، ولا الجبن يزيد العمر. وهناك فتوى صدرت بقتلي بعد أن كُشف أمري. كيف كشف تجسسك على «القاعدة»؟ - أحد الكتّاب الأميركيين كتب عني وعن بعض العمليات التي شاركت فيها، تردد اسمي في العمليات أدى إلى كشفي. «حلقة أولى» «حلقة ثانية» «حلقة ثالثة» «حلقة رابعة» «حلقة خامسة»

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.