الضحية الثاني يرقد بالإنعاش تم أمس تشييع جنازة الشاب الذي صبّ البنزين على نفسه وأضرم النيران في منطقة حاسي لبيوض الواقعة في محور بلدية سيدي الشحمي بوهران، حيث وُوري الثرى في مقبرة الكرمة وسط حالة احتقان شديدة عاشتها المنطقة لليوم الثاني على التوالي، ترجمها بعض الشباب الغاضب بمواصلة قطع الطريق المتاخم لتجمعهم السكني. تواصلت أمس مشاهد التوتر التي تخيم على مقاطعة حاسي لبيوض الواقعة على بعد 10 كم عن وهرانالمدينة، في وسط المسار الرابط بين بلديتي سيدي الشحمي والكرمة، في غياب شبه كلي لمصالح الأمن، حيث اضطر أصحاب السيارات الذين اتخذوا هذا المسلك لتغيير اتجاههم والعودة من حيث أتوا، بفعل قطع الطريق من قبل بعض المحتجين عن طريق نشر المتاريس وجذوع الأشجار والقضبان الحديدية وسط الطريق، تعبيرا عن غضبهم من حادثة تنفيذ حكم قضائي بالطرد انتهت بمشاهد مأساوية راح ضحيتها شخصان صبّا البنزين على جسميهما وأضرما النيران. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها ”الخبر” من شهود عيان، فإن الضحية الذي توفي أول أمس متأثرا بالحروق البليغة التي طالت كامل جسمه يبلغ من العمر 30 سنة يقطن في بلدية الكرمة، وهو صديق الضحية الثاني الذي يوجد حاليا في مصلحة الإنعاش على مستوى مستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة، بناء على الأمر الذي يكون قد أصدره الوالي لمسؤولي المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بمنطقة إيسطو بنقل المعني على جناح السرعة بفعل الحروق الخطيرة التي لحقته، حيث تفيد آخر الأخبار بأن الضحية البالغ من العمر 23 سنة يرقد بين الحياة والموت في مصلحة الإنعاش نظرا لحالته الحرجة. وبناء على الروايات المستقاة من عين المكان، فإن المتوفى تعوّد المجيء عند صديقه في حاسي لبيوض، وتزامن وجوده هذه المرة مع زيارة المحضر القضائي الذي كان مرفقا بالقوة العمومية لتنفيذ قرار إخلاء السكن لصالح صاحبه، الأمر الذي اضطره للتضامن مع أهل صديقه المستهدفين بالطرد من خلال إضرام النيران في جسمه ليلقى حتفه داخل مستشفى إيسطو الجديد، حيث تكفلت مصالح الشرطة بإخراج جثته ونقلها إلى مقر سُكناه بالكرمة، أين تم دفنه وسط أجواء من الغضب والترقب. يذكر بأن العقار الذي تسبب قي هذه المأساة المروعة تقطنه 4 عائلات في ظروف جد مزرية، وذلك منذ سنوات طويلة.