افتُتحت أمس القمة العربية بالكويت على خلفية من الأجواء المشحونة بين الدول العربية وبجدول أعمال لعدد من الأزمات المقرر النظر فيها، على رأسها الأزمتان السورية والفلسطينية، وقد تفاوت حضور القادة العرب بين رؤساء وملوك، كما حضر رئيس الائتلاف السوري المعارض والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي أكد أن القمة التي تنعقد تحت شعار ”قمة التضامن لمستقبل أفضل” تهدف إلى تصفية الأجواء العربية.وقبيل الجلسة الافتتاحية أصر أمير الكويت الشيخ الصباح على دخول القاعة متوسطا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل الثاني وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز، في محاولة للتأكيد على أن الخلاف الدبلوماسي بين قطر وعدد من الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة السعودية ليس أزمة سياسية، فيما أكدت الخارجية الكويتية أن الخلافات الخليجية لن تُدرج ضمن جدول أعمال القمة العربية، في إشارة إلى أن المشكلات السياسية لدول الخليج تُحل في إطار مجلس التعاون الخليجي. من جانبه، دعا أمير الكويت في كلمة الافتتاح إلى ضرورة تجاوز الخلافات العربية لمواجهة ”تحديات المرحلة الراهنة”، مشيرا إلى ضرورة توحيد الموقف العربي بخصوص الأزمة السورية، باعتبارها أهم محاور القمة. وهو ذات ما ذهب إليه ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي عاب على الجامعة العربية رفضها تسليم كرسي الدولة السورية إلى الائتلاف المعارض، داعيا العرب إلى مزيد من الجهود لدعم المعارضة السورية الساعية للإطاحة بالنظام القائم. وعلى الرغم من بقاء كرسي سوريا شاغرا، إلا أنه تم توجيه الدعوة لرئيس الائتلاف المعارض، أحمد الجربا الذي قال في مداخلته إن الغرب تخلى عن السوريين، ”وحان الوقت للعرب أن يقوموا بدورهم من أجل مساندة الثورة السورية”، داعيا القادة العرب إلى دعم الجيش الحر من خلال تزويده بالعتاد العسكري الثقيل والالتزام بالتعهدات المتعلقة بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأزمة، ”نحن لا ندعوا العرب إلى شن حرب، كل ما نطلبه تقديم الدعم العسكري لقلب موازين القوى على الأرض وتقديم المساعدات الإنسانية”. وعلى نقيض ما طالب به أحمد الجربا، قال المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي متحدثا باسم الأمين العام للأمم المتحدثة، إنه على الدول العربية رفض فكرة تزويد طرفي النزاع بالأسلحة والحث الفوري على ضرورة وقف إطلاق النار من أجل إيجاد فرصة لاستئناف مفاوضات الحل السياسي، معتبرا أن خيار النظام في دمشق ترشيح الرئيس الأسد إلى عهدة رئاسية جديدة ضرب فرص التفاوض على أسس سليمة، كما استبعد الإبراهيمي إمكانية العودة القريبة إلى كرسي الحوار، مؤكدا أنه لا يمكن إطلاق مفاوضات في ظل عدم وجود أي مؤشرات جدية توحي بإمكانية التوصل إلى حل سياسي. من جانب آخر، قال أمير قطر تميم بن حمد آل الثاني الذي كان محط أنظار وسائل الإعلام بسبب خلافات بلاده مع السعودية والبحرين والإمارات من جهة، ومصر من جهة أخرى، إن على العرب تجاوز خلافاتهم الآنية للتصدي، داعيا العرب إلى الوفاء بالتزاماتهم المالية تجاه القضية الفلسطينية، في إشارة إلى صندوق المليار دولار لدعم القدس، مذكرا بأن بلاده دفعت ما يقارب ربع مليار فيما لم تلتزم بقية الدول العربية بهذا الالتزام المالي، كما حذر في كلمته من خطورة التهويد الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية في ظل صمت الدول العربية وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على المواجهة. وفي سياق متصل بالقضية الفلسطينية، دعا أمير قطر الإخوة الفرقاء في فلسطين إلى ضرورة التوصل إلى مصالحة وطنية، وإنهاء حالة الانقسام. وكانت التقارير الإعلامية الواردة من الكويت ركزت على المصافحة ”البروتوكولية” لأمير قطر ورئيس مصر المؤقت عدلي منصور، في إشارة إلى الخلاف بين الدولتين بسبب دعم الدوحة لتنظيم الإخوان المسلمين الذي أعلنته مصر منظمة إرهابية.