انطلقت أمس الثلاثاء في قصر بيان، بالعاصمة الكويتية أشغال الدّورة ال25 للقمّة العربية تحت شعار “التّضامن من أجل مستقبل أفضل”، سلّمت خلالها قطر على يد أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قيادة الجامعة إلى الكويت في الجلسة الافتتاحية للقمة. وشارك في أشغال القمّة عدد من رؤساء الدّول فيما غاب آخرون، إما طوعاً أو قهراَ. في الوقت الذي تأكّدت فيه مشاركة 13 قائداً عربياً، أعلنت دول خليجية أخرى غياب قادتها، بسبب الخلافات بين كل من مصر والمملكة العربية السّعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من جانب، ودولة قطر. ومن القادة الذين تخلفوا عن الدورة رؤساء كل من العراق جلال طالباني، والإمارات الشيخ خليفة بن زايد، والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي سيمثله رئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح، بالإضافة إلى ملوك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، والبحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والمغرب محمد السادس، وسلطان عُمان قابوس بن سعيد، فيما بقي مقعد سوريا شاغراً، رغم أنّها القضية الأكثر سخونة في المنطقة. ويأتي انعقاد القمّة في ظروف غير مسبوقة سادها خلاف بين أعضاء في مجلس التعاون الخليجي حول الدعم القطري للإخوان المسلمين في مصر، ما أدى إلى استدعاء السعودية والإمارات العربية المتحدةوالبحرين سفراءها من قطر في الخامس من مارس متهمة الدوحة بعدم الالتزام باتفاق ينص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وخلاف بين العراق والسعودية حول العنف في محافظة الأنبار العراقية. وخلال افتتاحه الدورة، حذّر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الزّعماء العرب من أن استمرار الخلافات يؤدي إلى إعاقة العمل العربي المشترك، وقال “المخاطر التي تحيط بنا كبيرة ولن نستطيع المضي قدما إلا إذا توحدنا وأنحينا خلافاتنا جانبا”، إشارة منه إلى احتدام الجدل بين دول عربية حول دور الإسلاميين في المشهد السياسي في المنطقة، وحول ما تعتبره دول خليجية تدخلا في شؤونها. وبخصوص إدراج هذا الخلاف ضمن جدول أعمال الدّورة، قال خالد الجار الله نائب وزير الخارجية الكويتي “إن المصالحة الخليجية والقضايا الخليجية يجب أن تبقى داخل جدران البيت الخليجي”. وطغى على جدول أعمال القمّة التي ستختتم اليوم عديد القضايا والملفات الشائكة، أهمها التطورات التي تعرفها الساحة الفلسطينية حيث قال ولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبد العزيز، في كلمته إنه لابد من تضافر الجهود لتجاوز الصعوبات التي تمر بها الأمة العربية، وشدد في كلمته على أن القضية الفلسطينية في صلب اهتمامات المملكة، مشيراً إلى أن الممارسات الإسرائيلية تقوض كل الجهود للتوصل إلى السلام. أما على صعيد الملف السوري الذي أصبح يشكل أحد أبرز أوجه الاختلاف بين القادة العرب، دعا الأمير سلمان إلى منح الائتلاف السوري مقعد سوريا في القمة العربية، فيحين تتضارب أنباء حول اعتراض كل من الجزائروالعراق ومصر على هذا المطلب. وعلى الرغم من تأجيل منح المقعد السوري إلى الائتلاف الوطني، فقد ألقى رئيسه أحمد الجربا كلمة استعرض فيها منظوره عن “الحرب الدائرة على أرض سوريا”، ودعا إلى “تكثيف الدعم للسوريين في الداخل والشّتات”. ويُنتظر أن يطالب المجتمعون في القمة مجلس الأمن مجدداً بالتدخل لوضع حد للنزاع السوري، بعد فشل مؤتمر جنيف بين النظام السوري والمعارضة.