نجحت الجزائر في فرض موقفها الرافض لتمكين المعارضة السورية من مقعد دمشق في القمة العربية التي تحتضنتها الكويت، بالرغم من مساندة دول معروفة بثقلها في الساحة العربية، مثل المملكة العربية السعودية وقطر. وقال مراسل فرانس 24 من الكويت، إن الجزائر ومعها العراق، نجحتا في حرمان المعارضة السورية من الجلوس على مقعد الجمهورية العربية السورية، غير أن العديد من المصادر أشارت أيضا إلى أن دولتين أخرى ساهمت في إنجاح هذا التوجه، وهما مصر ولبنان. وأفادت مصادر دبلوماسية عربية أن اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية قد شهد خلافات حادة حول تسليم مقعد سوريا للائتلاف المعارض خلال اجتماعات القمة العربية التي تحتضنها الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء. وتحدثت المصادر ذاتها عن أن اجتماع المندوبين الدائمين الذين عقد، الجمعة، برئاسة وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجار الله، شهد خلافات حادة حول شغل الائتلاف المعارض لمقعد سوريا الشاغر في الجامعة منذ أكثر من عامين. وقد جددت السعودية في هذا الصدد موقفها الذي أعلنته في مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في القاهرة مؤخراً، الداعي إلى شغل الائتلاف لمقعد سوريا الشاغر بالجامعة، وهو ما أثار اعتراض دول أخرى هي الجزائروالعراق ولبنان، في حين أيدت كل من السعودية وقطر والسودان والكويت تسلم المقعد من طرف الائتلاف السوري المعارض. وأمام هذا المشهد تدخل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ليحسم الخلاف في وجهات نظر مندوبي تلك الدول خلال الاجتماع، بالقول إن وزراء الخارجية العرب قرروا في الدوحة مارس 2013، تسليم المقعد للمعارضة السورية، لكن هذا القرار ربط بتشكيل المعارضة للحكومة، ثم لم يلبث أن قرر رفع الموضوع إلى الملوك والرؤساء لحسم الموضوع خلال القمة، وأيد ذلك كل من مصر والسعودية والسودان والعراق. وأكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الجزائري، أحمد بن حلي، أن مقعد سوريا سيبقى شاغرا في القمة وأوضح أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، سيواصل اتصالاته بعد القمة مع الائتلاف الوطني المعارضة السورية حول هذا الموضوع وفقا لأحكام الميثاق وقرارات مجلس جامعة الدول العربية. وقالت قدس برس إن الجزائروالعراق ولبنان ومصر لعبت دورًا كبيرًا في إفشال جهود الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا لسورية، ومنحه بالتالي مقعد سورية في القمة، وتحول بسبب ذلك دور رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا إلى ضيف بدل أن يكون ممثلا لسورية، الأمر الذي دفع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز للإعراب عن أسفه لبقاء مقعد سورية شاغرا في القمة العربية. وولاشارة فان الجزائر دائما تدافع عن الشرعية ومواقفها ثابتة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعت دائما الى حل الازمة السورية داخليا وعن طريق الحوار، ويقول متتبعون ان اعطاء كرسي للإتلاف السوري يعتبر انحياز لطرف ضد اخر وهذا ما يزيد الطين بلة في الازمة السورية ، واكدوا ان الموقف الجزائري موقف موضوعي يرمي لايجاد حل حقيقي في سوريا .