يدور، حاليا، في الأوساط الإعلامية والثقافية الفرنسية نقاش حول انضمام الفيلسوف الفرنسي المثير للجدل، آلان فنكنكروت، للأكاديمية الفرنسية. وبدأ الرفض داخل الأكاديمية نفسها، حيث أبدى ثمانية من أعضائها امتعاضهم الكامل من انضمام الفيلسوف المعروف بمواقفه المتطرفة والمعادية للإسلام والمهاجرين الأجانب، بينما لم يحظ بموافقة سوى ستة عشر صوتا من أصل ثمانية وعشرين عضوا. أشارت أسبوعية “لونوفيل أوبسيرفاتور”، في عددها الجديد الصادر أول أمس، إلى أن عضوية آلان فنكنكروت في الأكاديمية الفرنسية أثار جملة من الاستياء في أوساط المثقفين الفرنسيين، واعتبرت أن مواقفه المناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في فرنسا، وكونه مثقفا محسوبا على التيار المحافظ والعنصري في فرنسا، لم تكن لصالح فنكنكروت خلال انضمامه للأكاديمية الفرنسية يوم 10 أفريل الجاري. وأوضحت المجلة بأن مواقف الفيلسوف الرجعية التي برزت من خلال كتابه “الهوية البائسة”، أثارت قبولا واستحسانا من قبل اليمين الفرنسي، بينما اعتبره اليسار بمثابة انحراف عن القيم المؤسسة للجمهورية الفرنسية. وأرجع فنكنكروت المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها فرنسا، حاليا، لظاهرة الهجرة وللفكرة الأوروبية، الأمر الذي أثار حفيظة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس. وحسب “لونوفيل أوبسيرفاتور”، فإن بعض المثقفين رددوا الجملة التالية: “هل وصل اليمين المتطرف للأكاديمية الفرنسية؟”. وفي سياق متصل، ساند عدد من الكتاب انضمام فنكنكروت للأكاديمية، على غرار الروائي “جان دورميسون” الذي هدد بمقاطعة الأكاديمية في حال عدم انضمام فنكنكروت إليها. كما حظي هذا الأخير بدعم كل من بيار نورا، ايلين كاريرير دونكوس وماكس غالو. وذاع صيت فنكنكروت في الأوساط الثقافية الفرنسية بعد أن انتقل من اليمين إلى اليسار، ووقف ضد الحداثة حينما ألّف كتاب “الفوضى الجنسية الجديدة” سنة 1977 رفقة باسكال بروكنر. يذكر أن فنكنكروت ينتمي لعائلة يهودية بولونية، هاجرت إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، فرارا من “الهولوكوست” النازي.