أخل الوزير الأول، عبد المالك سلال، بالالتزام الذي قطعه على نفسه أثناء إدارته للحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة بحل مشكل غرداية مباشرة بعد تشكيل الحكومة، حيث فضل إجراء زيارة وصفها متشائمون ب«البرتوكولية”، بينما قال أعيان من غرداية إن الرجل وضع يده على المشكلة في غرداية ووجد لها الحل، حيث أكد أمام الأعيان على أن أي إخلال بالأمن سيواجه بالقوة. بعد أيام من مغادرة الوزير الأول مدينة غرداية بدأت تنكشف تفاصيل ”الزيارة السرية”، التي غيبت عنها الصحافة الوطنية، على غير العادة. بعض المصادر قالت إن ذلك راجع لعاملين، الأول لأن الزيارة لم تأت بجديد والعامل الثاني وهو المهم أن جنرالين كانا ضمن الوفد الوزاري الذي زار غرداية، ويتعلق الأمر بالجنرال كمال عبد الرزاق قائد الناحية العسكرية الرابعة، وجنرال من مديرية الاستعلامات والأمن، وقرر سلال قبل المجيء إلى غرداية تحويل الوالي للإشراف على ولاية تمنراست وهو الذي لم يستمر في منصبه سوى 9 أشهر قضاها كلها في محاولة إطفاء نار المواجهات. وأوكل الوزير الأول مهمة التواصل بين طرفي أزمة غرداية إلى عدد من إطارات مصلحة الأمن الداخلي، وهم ضباط يحملون رتب عقيد في مديرية الاستعلامات والأمن في تكريس لمبدأ تحويل ملف غرداية تدريجيا إلى الجيش، وتقرر تكليف بعثة ال«دي. أر. أس” بمهمة التواصل مع طرفي الأزمة من أجل التوصل لأرضية اتفاق يوقع عليه بحضور الوزير الأول. وكشف مصدر عليم أن الزيارة القصيرة التي قادت سلال إلى غرداية مؤخرا لم تأت بأي جديد للمدينة التي تعاني من أزمة أمنية نتجت عن مصادمات متقطعة بين سكناها من العرب والميزابيين، وخاطب الوزير الأول أعيان المدينة من الجانبين بلهجة شديدة، حسب مصادرنا، حيث قال: ”إن المتطرفين موجودون في الجانبين”، وأكد أن أي إخلال بالأمن لن تتبعه اتصالات أو مفاوضات بل عصا غليظة. أنشر على