المفسّر الفقيه النّاظم النّاثر المشارك في بعض العلوم كالتّفسير والمنطق والبيان وعلم الكلام، أحمد بن محمّد بن زكري المانوي أبو العبّاس المغراوي التلمساني (ت:900ه)، والمغراوي نسبة إلى قبيلة مغراوة البربرية، وهي فرع من قبيلة صنهاجة المشهورة. وُلد بمدينة تلمسان حوالي سنة 830ه في عهد السلطان الزياني أبي العبّاس أحمد المتوكّل، توفي والده وهو صغير فكفلته أمّه، وأشرفت على تربيته، مدحه التنبكتي بقوله: [العالم الحافظ المتفنّن الإمام الأصولي الفروعي المفسّر الأبرع المؤلّف النّاظم النّاثر. ولمّا ظهر من تمرّسه في العلم من تفسير وفقه ومنطق عيِّن مدرّسًا في الجامع الكبير لإلقاء الدّروس، وكان مشتغلًا بالعلم والتّدريس، يكرّر المسألة الواحدة ثلاثة أيّام حتّى يفهمها الخاص والعام، وانتفع به المسلمون كلّهم وكلّ من يحضر مجلسه]. وقد بلغت شهرته الآفاق وسمع به القاصي والدّاني ممّا دعا بالسلطان إلى تعيينه في منصب الفتوى وهو لا يزال في ريعان الشّباب. توفي رحمه الله عن عمر ناهز الستين في أوائل صفر عام تسعمائة، ودفن بروضة الشيخ السنوسي. الكتاب: ألّف ابن زكري العديد من الكتب، وصل إلينا منها مؤلّفات في مسائل القضاء وفقه المعاملات والشّروحات، نذكر بالخصوص: منظومته في علم الكلام بعنوان “محصل المقاصد ممّا به تعتبر العقائد” (وتحتوي على 1500 بيت). وله أيضًا “بغية الطّالب في شرح عقيدة ابن الحاجب”، و«شرح الورقات لإمام الحرمين في أصول الفقه”، وكتاب القواعد في أصول الفقه. وله فتاوى كثيرة منقولة في موسوعة المعيار المعرّب للونشريسي. كلية الدراسات الإسلامية بقطر