زلزلت الهزيمة المذلة التي مني بها راقصو السامبا أمام الماكينات الألمانية، في عقر دارهم وأمام الآلاف من جماهيرهم، صفحات الفايسبوك، فالجزائريون تابعوا بدهشة، لكن بفخر أيضا ليلة سقوط "السيليساو"، لأن العزيمة الجزائرية التي أسالت العرق البارد لرفقاء كلوزو، صمدت في وجه الزلزال الألماني الذي ضرب 7 على سلم ملعب "مينيراو" بمدينة بيلو أوريزنتي. “إنها المهزلة، ارحموا عزيز قوم ذل”، “أين أنت يا مبولحي لتنقد شرف البرازيل”، “كم أنتم كبار يا محاربي الصحراء”، “ألمانيا تمرمد البرازيل في غياب الجزائر”، هي عبارات تفاعل بها الفايسبوكيون وهم يتابعون السقوط الحر للبرازيل، البلد الذي يتنفس شعبه الساحرة المستديرة. واستذكر عشاق “الخضرا” وهم يتابعون المواجهة المثيرة التي جمعت رفقاء فغولي في الدور الثاني بأشبال الألماني لوف، فتساءلوا أين كانت فعالية توماس مولر وميروسلاف كروزهو وطوني كروس وسامي خضيرة، مسجلي خمسة أهداف في مرمى البرازيل، أم أنهم كانوا صائمين أمام الصخرة مبولحي؟”.ولم ينتظر النشطاء على الفايسبوك حتى تنتهي مباراة السباعية حتى يغزو مواقع التواصل الاجتماعي. فمباشرة بعد أن أمطر الألمان في الدقائق الست مرمى أصحاب الأرض برباعية، حتى بدأت التعاليق المستهزئة، فكتب أحد عشاق “الخضرا”، “ديلما فانا روسيف تطلب الدعم من المنتخب الوطني الجزائري وإعارتها نجمي الخضر سليماني وفغولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووقف المهزلة”. وعلق آخر على صورة الناخب البرازيلي سكولاري، وهو يضع يده على خده متحسرا “سكولاري حزين لأنه اتصل بحاليلوزيتش ليستشيره في الوصفة التي يمكن بها إيقاف الماكينات، غير أن حاليلو رفض الرد على مكالمته”. وعلق فايسبوكي آخر مستهزئا ومفتخرا برفقاء مبولحي الذي وقف سدا منيعا في وجه الألمان، ولم تهتز شباكه إلا في الوقت الإضافي بعد أن خارت قواه “الألمان شربوا قهوة برازيلية حضرتها آلة ألمانية..غريبة كرة القدم، ألمانيا احتاجت 11 دقيقة لتسجل على البرازيل و12 دقيقة لتسجل على فرنسا واحتاجت ل120 دقيقة لتفوز على الجزائر كم أنت كبيرة يا جزائر”. ولم تغب مشاعر الحسرة أيضا لدى الفايسبوكيين الذي تمنوا لو أن الجزائر واجهت البرازيل في مباراة الدور الثاني، “لأن المحاربين لو لعبوا بنفس القلب والقوة كانوا سيسحقونها بالتأكيد”. وذهب آخرون أبعد من ذلك، وهم يتأسفون على تضييع الجزائر التأهل لأول مرة في تاريخها إلى الدور الثمن النهائي، فكتب أحدهم “ضيّعنا فرصة تاريخية للتأهل إلى الأدوار المتقدمة، من يقف الند إلى الند أمام المانشافت لن يقف في وجهه أي فريق”. أما البعض فكانوا أكثر جرأة في أحلامهم، وعلقوا بعد أن تابعوا “الكارثة” البرازيلية، بأن الجزائر ضيعت فرصة الوصول إلى المباراة النهائية لكن الحظ خانهم”، وتمنى الفايسبوكيون أن تكون الكأس من نصيب ألمانيا، رغم أن منتخبها أخرج الأفناك من المنافسة “لأن تتويج ألمانيا أصدق دليل على أننا من طينة الكبار، ولم نخرج من السباق إلا على يد أبطال العالم”.