انتهى مشوار المنتخب الوطني في مونديال البرازيل سهرة أمس لما خسروا بنتيجة قاسية (2-1) أمام المنتخب الألماني في الدور ثمن النهائي، وانتهى معه حلم الجزائريين بعد إنجاز تاريخي ببلوغهم هذا الدور لأول مرة، لكن الأكيد أن العناصر الوطنية أو رجال الجزائر غادروا مونديال "السامبا" برؤوس مرفوعة وشرفوا الكرة الجزائرية، العربية والإفريقية أمام مرشح لنيل كأس العالم أسالوا العرق البارد له وأجبروه إلى الاحتكام لشوطين إضافيين. قدموا 90 دقيقة بطولية وانهاروا في الشوطين الإضافيين ولا يختلف اثنان أن العناصر الوطنية قدمت أفضل عروضها أمام "المانشافت" وبآداء بطولي طيلة 90 دقيقة وقفوا خلالها الند للند مع رفقاء مولر، خاصة في الشوط الأول الذي أهدر فيه رفقاء فغولي فرصا بالجملة أمام الحارس نوير، ولولا أن سليماني كان متسللا لدفع "الخضر" ثمنه لاحقا، لكن هذا لا يقلل من قيمة المجهودات التي بذلوها طيلة أطوار المباراة لولا أن الانهيار البدني قضى على الحلم ما كلفهم هدفين في الشوطين الإضافيين قبل أن يأتي هدف جابو في وقت متأخر ولم يكن كافيا. أجبروا ألمانيا على تضييع الوقت وما يزيد من قيمة العناصر الوطنية التي أكدت أنها صعبة المنال، هو اضطرار الألمان لتضييع الوقت عقب وصولهما إلى الشباك أو حتى عقب تسجيل جابو هدفا قلص من خلاله النتيجة أقل بدقيقة من صافرة النهاية، تباطؤوا في العودة إلى نقطة البداية لاستئناف اللعب وحاولوا منع "الخضر" من وضع الكرة في وسط الميدان سعيا منهم لتضييع الوقت، خاصة أن الحكم البرازيلي كان في خدمة الألمان ورفض احتساب الوقت الذي ضاع رغم سقوط لاعبي ألمانيا بحجة الإصابة. كسبوا احترام البرازيليين وغادروا تحت التصفيقات وأمام الآداء الرجولي والبطولي من رفقاء المتألق مبولحي، فإن "الخضر" يمكن القول أنهم حققوا الكثير في مونديال البرازيل أبرزها احترام الجماهير البرازيلية التي عشقت آداء "الخضر" وناصرتهم طيلة المشوار وخاصة في مباراة الأمس، حيث احتجوا على حكم بلادهم الذي كانت كل قراراته تصب في مصلحة الألمان وصفقوا بحرارة في نهاية المباراة على أشبال حليلوزيتش الذين كانوا محاربين فوق أرضية الميدان وأظهروا مستوى عالميا. أكدوا ل أوليفر كان أنهم ليسوا من يخسر بثمانية أهداف ويبقى الأكيد أن رجال الجزائر ردوا على همجية الألمان التي سبقت المباراة على غرار الحارس الأسبق أوليفر كان الذي صرح بأن الجزائر لا تملك مستوى تقارع به "المانشافت". لكن أشبال حليلوزيتش أكدوا أنهم ليسوا سهل المنال وأنهم ليسوا المنتخب الذي يتلقى الرباعيات والثمانيات، لكن جروهم إلى الشوطين الإضافيين وكنا أقرب إلى الوصول إلى الشباك وأخرسوا الجميع وأجبروهم على احترام الجزائر في أكبر محفل كروي.