"السيليساو" تنهار أمام الماكنات مفاجأة مدوية فجرتها الماكنات الألمانية، بإقصائها أصحاب الأرض في الدور نصف النهائي، وبأي نتيجة ؟ وبأي أداء؟ انهيار برازيلي لم تعشه السيليساو طيلة تاريخ مشاركاتها في كل نسخ كأس العالم، لقد عاش عشاق كرة القدم، أمس، كابوسا رياضيا وصف بليلة سقوط البرازيل الذي خاض أسوأ مباراة له في تاريخ كرة القدم البرازيلية، إنه حداد ثان يضاف إلى حداد 1950. تحول الدور نصف النهائي بين ألمانياوالبرازيل إلى مباراة تدريبية، صال وجال فيها رفاق كلوزو كما شاؤوا، أمام فريق برازيلي منهار في غياب المدلل نيمار، فلم تمر إلا 11 دقيقة حتى فتح الألمان باب التسجيل، ليضيفوا أربعة أهداف كاملة في ظرف ست دقائق بين الدقيقة 23 و29. وفي الشوط الثاني، قضت الماكنات على بصيص الأمل لعودة البرازيليين في النتيجة، بإمضائهم الهدف السادس في الدقيقة 68، وظن الجميع حينها أن الكابوس انتهى، غير أنه عشر دقائق بعد ذلك أضاف “المانشافت” السابع، في لقاء دخل التاريخ. وكان هدف البرازيل الشرفي في الدقيقة الأخيرة من المباراة بدون طعم ولون وحتى رائحة ولا معنى. ولم تكتف ألمانيا بإقصاء أصحاب الأرض بطريقة ونتيجة مذلة، فكلوزو وبتسجيله الهدف الثاني أصبح أكبر هداف في تاريخ دورات كأس العالم ب16 هدفا، محطما الرقم القياسي لمن؟ لرونالدو البرازيلي. وكانت قمة الإهانة لأشبال سكولاري، تصفيق الجمهور البرازيلي على المنتخب الألماني عقب تسجيل الهدف السابع. وبعيدا عن مجريات اللقاء، فإن إقصاء “السيليساو” بهذه الطريقة المذلة يعد فاجعة وطنية بالنسبة لبلد يعشق الكرة حتى النخاع، ويكفي التذكير بأن خسارة البرازيل نهائي كأس العالم لسنة 1950 أمام الأوروغواي بالبرازيل، وبالتحديد بملعب “ماراكانا”، لا يزال في مخيلة كافة البرازيليين كابوسا وطنيا انتحر بسببه يومها عدد من عشاق فريق السامبا. وكانت النكسة البرازيلية متوقعة قبل انطلاق المونديال، حيث تعززت تلك الشكوك مع انطلاق الدور الأول حينما ظهر السيليساو بوجه محتشم، ما جلب إليه انتقادات البرازيليين قبل البقية، فقال دونغا، قائد المنتخب السابق والمتوج بلقب عالمي مع البرازيل سنة 1994، إن المنتخب البرازيلي الحالي هو أسوأ منتخب منذ سنة 1974، لتتعزز بوادر الانهيار إثر الإصابة التي تعرض لها نيمار وحرمته من المشاركة في لقاء أمس، خاصة أن نيمار كان أحسن لاعب في الفريق ومنقذه في عديد المباريات، يضاف إلى ذلك إقصاء المدافع وقائد الفريق تياغو سيلفا بعد تلقيه إنذارا ثانيا بطريقة تافهة. وكانت السلطات البرازيلية تراهن على التتويج باللقب لإخماد المظاهرات العارمة التي عرفتها مختلف مناطق البرازيل التي نددت بتنظيم المونديال، في الوقت الذي تعيش شرائح واسعة من البرازيليين على وقع أزمة اقتصادية خانقة. يذكر أن نتيجة أمس تزيد من قيمة إنجاز رفاق فيغولي الذين وقفوا الند في وجه الألمان في دور الثمانية، مرغمين إياهم على الاحتكام للوقت الإضافي، وهو الأمر الذي عجز عنه رفاق هولك ليلة أمس.