قال أويحيى في ندوته الصحفية: - لم أدع الرئيس زروال للمشاورات لأنني لست في مقامه. - توجيه الدعوة لمدني مزراڤ كان بناء على سلامة ملفه القانوني (؟ǃ) - لا نقبل باستغلال الشعب كوقود للمناورات السياسية (ǃ) - الدولة لن تسمح بأن يصبح أبناء الجزائر وقودا للمناورات السياسية. - التعديل الحكومي بعد تعديل الدستور قرار سياسي ينطلق من معطيات يملكها صاحب القرار السياسي رئيس الجمهورية (؟ǃ) لا أصدق أن مثل هذا الكلام صدر عن المكلف بتعديل الدستور أحمد أويحيى، ولا أصدق أن الرجل قال هذا الكلام وهو في كامل قواه العقلية، فإذا كان هذا هو مستوى فهم من يقال عنه إنه أحسن سياسي في طاقم حكم بوتفليقة فكيف يكون حال الآخرينǃ وبدوري أسأل سي أحمد: “إذا كنت لم تدع زروال للمشاورات حول الدستور لأنه أكبر منك مقاما كما قلت؟ فكيف تعطي لنفسك الحق في الإشراف على تعديل الدستور الذي من المفروض أن يكون أكبر منك ومن بوتفليقة وكامل رجال حكمه وأكبر من زروال وكل رؤساء الجزائر؟ǃ إذا ما كان الدستور عاكسا فعليا لإرادة صاحب السيادة وهو الشعب. بيان الرئاسة الذي كلفك بالمهمة قال: إنك تقوم بها تحت إشراف الرئيس بوتفليقة، فلماذا تنسب الأمر لنفسك عندما يتعلق الأمر بدعوة زروال؟ǃ الجواب واضح ويعرفه القراء جيدا؟ǃ لكن هذه لا تساوي شيئا أمام القول إن ملف مدني مزراڤ كان سليما من الناحية القانونية؟ǃ فهل من يرفع السلاح في وجه السلطة والدولة يكون ملفه سليما؟ǃ قد نقبل هذا القول لو قال سي أحمد إن ملف من رفع مزراڤ ضدهم السلاح هو الذي لم يكن قانونيا؟ǃ وبالتالي لا يحق لهم قيادة المشاورات حول تعديل الدستور؟ǃ ومن ثمة تصبح المرحلة الانتقالية ضرورة وليس مناورة كما قال أويحيى؟ǃ كنا ننتظر من الدستور الجديد أن تكون فيه مادة تحرم استعمال القوة للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها بالقوة أو التزوير فإذا بنا نشرعن لاستعمال القوة في صياغة الدستور؟ أصدقكم القول أن الصورة التي نشرت لمدني مزراڤ وهو بلباسه المبهدل في رئاسة الجمهورية مع سي أحمد أويحيى عكست بالفعل الحالة التي أصبحت عليها رئاسة الجمهورية والسلطة عموما؟ǃ أما التي قالت لهم ناموا ولا تستيقظوا في كلام أويحيى هي قوله: لا نقبل باستغلال الشعب كوقود للمناورات السياسية؟ǃ لا يا سيادة وزير الدولة.. السياسي الحقيقي هو المطالب باستخدام الشعب في المعارك السياسية، فإذا كان السياسي لا يستخدم الشعب فهل يستخدم السلاح كمدني مزراڤ أم يستخدم جمعيات ترويض الكلاب في الحوار السياسي حول تعديل الدستور؟ǃ قلتم لا لاستعمال الدين في السياسة، قلنا نعم، فها أنتم تقولون لا لاستخدام الشعب في السياسة؟ǃ هل يعي سي أحمد فعلا ما يقول؟ǃ أما القول بأن التعديل الحكومي بعد تعديل الدستور هو من اختصاص رئيس الجمهورية.. فهذا القول وحده كاف لأن نفهم بأن التعديل الذي في ذهنك وذهن الرئيس لا يحمل جديدا، وبالتالي فإن المشاورات هي المناورات وليس موقف المعارضة؟ǃ ما جاء في الندوة الصحفية كان بالفعل صادما للرأي العام وكرس منطق اللا جديد في حكاية الدستور، وأن ما سيكون بعد التعديل قد يكون أسوأ مما كان.. ولهذا فإن الاستفتاء على الدستور سيكون بنسبة 2٪ في أحسن الحالات إذا استمرت الأمور تجري وفق ما تحدث به السيد أويحيى. الهزال الذي ظهرت به الندوة الصحفية لأويحيى عكس صدق الهزال الذي شاب المشاورات حول تعديل الدستور، وهذه رخصة أخرى من السلطة إلى المعارضة بأن تحزم أمرها وتتجه إلى الشعب لتخليص البلد من هذا الهزال السياسي الذي يعيث بالبلاد. إنني تعبت فعلا.