هو الإمام حافظ المذهب المالكي التلمساني الأصل والمنشأ، نزيل فاس صاحب المعيار وإيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك، والمنهج الفائق، والمنهل الرّائق في أحكام الوثائق. حبر تلمسانوفاس، حجّة المغاربة على الأقاليم، أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمّد بن عبد الواحد بن عليّ الونشريسي (ت:914ه). ولد العلاّمة الونشريسي حوالي سنة 834ه/1430م بقرية من قرى ونشريس.. هو الّذي قال عنه ابن غازي: لو أنّ رجلًا حلف بالطّلاق أنّه أحاط بمذهب مالك أصوله وفروعه لم تطلّق عليه زوجته لكثرة حفظه وتبحّره.. استفاد من علمه وفقهه وتخرّج على يديه عدد من الفقهاء الّذين بلغوا درجات عليا في التّدريس والقضاء والفتيا، منهم: ولده عبد الواحد الونشريسيي، شهيد المحراب قاضي فاس ومفتيها، ومحمّد بن محمّد بن الغرديس التّغلبي قاضي فاس وابن قاضيها.. فرّ إلى فاس سنة 874ه فتوطّنها إلى أن مات فيها سنة 914ه. الكتاب: ”المعيار المُعَرَّب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس وبلاد المغرب” [اثنا عشر جزءًا]، ويمتاز المعيار بكثرة ما احتوى عليه من نوازل، حيث حوى هذا المصنّف النّفيس مجموعة ضخمة من فتاوى واجتهادات فقهاء القيروان وبجاية وتلمسان وقرطبة وغرناطة وسبتة وفاس ومراكش وغيرها من عواصم الغرب الإسلامي طوال ثمانية قرون، ما ينمّ عن إدراك عميق لعلماء هذه البلاد لمقاصد الشّريعة الإسلامية، مكَّنهم من مواجهة جميع المشاكل الّتي اعترضتهم، وإيجاد الحلول الملائمة لما استشكله النّاس من أمور دينهم ودنياهم.. *كلية الدراسات الإسلامية بقطر