تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي في حصيلة للبلاغات المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع، من القضاء على 4 إرهابيين في أقل من 48 ساعة، واسترجاع كمية من الأسلحة، مقابل تسجيل انفجار قنبلة خلفت مقتل 3 جنود و4 أعوان للحرس البلدي بمنطقة عين عائشة ببلدية سيدي شعيب بولاية سيدي بلعباس، وهي العملية الإرهابية الوحيدة طيلة شهر رمضان، ما يعني أن الوضع الأمني بالجزائر كان الأهدأ مقارنة بدول الجوار. انحصر النشاط الإرهابي خلال شهر رمضان المنقضي في مناطقه التقليدية على غرار ولايات تيزي وزو وتيبازة وبدرجة أقل في أدرار وخنشلة وسيدي بلعباس، وهو ما يعني أن الاستراتيجية الأمنية لقوات الجيش ومصالح الأمن مكنت من محاصرة تحرك بقايا الجماعات المسلحة وضيقت كثيرا على تحركاتها وحيدت العديد من عناصرها، كما شهدت ولايتا تيبازة وتيزي وزو، حيث تم القضاء على 4 إرهابيين في أقل من 48 ساعة ما بين ليلتي 17 و18 جويلية الفارطتين، واسترجاع أسلحة حربية وكمية معتبرة من الذخيرة. وتكون هذه اليقظة لقوات الأمن بمعية تجند المواطنين وراء الضغط على المجموعة المسلحة لإطلاق سراح مواطنين كانا مختطفين بولاية تيزي وزو، كما شهدت بداية شهر رمضان إطلاق سراح المقاول الذي اختطف في شهر ماي المنصرم بضواحي عين قشرة بغربي ولاية سكيكدة من قبل مجموعة إرهابية، الشخص الذي ينحدر من ولاية الشلف ويعمل كرئيس ورشة بمقاولة صاحبها رفض الاستجابة للفدية التي طالبت بها المجموعة الإرهابية مقابل إطلاق سراحه والمقدرة بحوالي 5 ملايير سنتيم. وتمكنت مفرزة مشتركة من قوات الجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي لعين قزام في الناحية العسكرية السادسة، في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة يوم 5 جويلية الفارط، من توقيف مجموعة من المهربين منهم أربعة من جنسية سودانية واثنان من جنسية تشادية بمنطقة حاسي تيريرين، بالإضافة إلى حجز سلاح ناري من نوع كلاشينكوف وكمية من الذخيرة و3 سيارات رباعية الدفع. في المقابل وقع صاحب مركبة نفعية يوم 9 جويلية ضحية مجموعة مسلحة في حدود الساعة السادسة صباحا، سلبت منه سيارته حين كان بصدد التوجه من مدينة مزغنة بالمدية إلى بلدية الأربعاء بولاية البليدة. الحادثة وقعت في حاجز مزيف أقامه 4 مسلحين على مستوى الطريق الوطني رقم 8. وبدورها تمكنت مصالح الأمن من تفكيك، في بحر الأسبوع الثاني من رمضان، جماعة من 7 أشخاص متهمة بدعم وإسناد الجماعات الإرهابية جنوب ولاية خنشلة وبحوزتها مخططات لها علاقة بالاغتيالات والتفجيرات لمقرات عمومية، وهي العملية التي جاءت بعد توقيف إرهابيين شهر ماي الماضي جنوبي الولاية واللذين أدليا بشهادات هامة استغلتها المصالح الأمنية المختصة لتفتح تحقيقا قاد المحققين إلى توقيف 7 أشخاص من مناطق مختلفة. من جانب آخر، أكدت مصادر أمنية مطلعة خبر توقيف الإرهابي والمهرب الخطير المدعو رقاني حميدة (38 سنة) من طرف وحدات من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، خلال كمين محكم نصب للإرهابي بالمخارج المؤدية إلى دائرة رقان بولاية أدرار. كما أكد ذات المصدر مقتل إرهابي وهو أحد مساعديه في نفس العملية، ويتعلق الأمر بالمدعو أبو عثمان الصحراوي المنحدر من منطقة تمنراست. وصدر في شهر رمضان تحذير من السفارة الأمريكية في الجزائر لموظفيها ورعاياها بتجنب التردد على الفنادق الأمريكية أو تلك التي يديرها أميركيون في الجزائر العاصمة، وذلك خشية ما قالت إنها هجمات إرهابية محتملة في اليومين القادمين أي يومي 4 و5 جويلية المصادف لعيدي الولايات المتحدة والجزائر، غير أن لا شيء من ذلك حدث بفعل التدابير الأمنية المتخذة من قبل مصالح الأمن. على العكس من ذلك كان الوضع بدول الجوار في مالي وليبيا وتونس أكثر تصعيدا أمنيا في شهر رمضان، بحيث نفذت جماعة ”المرابطون” التي يتزعمها مختار بلمختار عملية تفجير بسيارة مفخخة يوم 14 جويلية الفارط ضد القوات الفرنسية في منطقة المسترات في شمال مالي خلفت مقتل جندي فرنسي وجرح آخرين، كما نفذت مجموعة إرهابية عمليات في تونس في شهر رمضان بجبل الشعانبي والقصرين وساقية سيدي يوسف خلفت في حصيلة غير رسمية ما بين 17 و21 قتيل في صفوف الجيش التونسي، بينما لم تتقطع الاشتباكات في ليبيا للسيطرة على مطار بنغازي بين حركات جهادية ومليشيات والجيش النظامي خلفت تفجيرات وعشرات القتلى، وهو ما يعني أن شهر رمضان في دول الجوار كان أكثر دموية منه في الجزائر، ما عجل بعقد قمة جزائرية تونسية بولاية تبسة الحدودية بين عبد المالك سلال ونظيره مهدي جمعة لترسيم أمن تونس من أمن الجزائر والعكس.