شارك المئات من سكان غزة، أمس، في تجمع دعت إليه حركة المقاومة الإسلامية “حماس” للاحتفال بانتصار المقاومة على جيش الاحتلال. يحدث هذا في وقت تتواصل فيه المباحثات، إلى غاية كتابة هذه الأسطر، حول تمديد الهدنة وإبرام اتفاق بين الطرفين للردّ على مطالب المقاومة. رغم الخسائر البشرية والدمار، أبى المئات من سكان غزة الصمود إلا أن يشاركوا في التجمع الذي نظم أمام برلمان مدينة المقاومة. وشارك في التجمع عدد من مسؤولي “حماس”، منهم النائب مشير المصري الذي خاطب الحضور قائلا: “كسبنا المعركة في أرض الميدان، وبعون اللّه سنكسب المعركة أيضا على الميدان السياسي”. وقالت إحدى المشاركات في التجمع لوكالة الأنباء الفرنسية: “نحن أمام خيارين، الكرامة أو الموت، فاخترنا الكرامة”. ورفع المشاركون عدة شعارات ممجدة للمقاومة وظلوا يصرخون “مقاومة، مقاومة، مقاومة”. وجلب الحاضرون، الذين كان أغلبهم رجالا، أبناءهم الصغار وهم يرتدون الثياب العسكرية لحركة “حماس”، في رسالة مباشرة للاحتلال أنه مهما قتل من أطفال فإن الأحياء منهم سيعزّزون صفوف المقاومة. يحدث هذا في الوقت الذي تتواصل المباحثات في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، حول أولا تمديد الهدنة (انتهت اليوم صباحا على الساعة الثامنة، حسب التوقيت العالمي)، ثم التفاوض من أجل إقرار وقف إطلاق نار طويل المدى. وفيما وافقت إسرائيل على تمديد الهدنة، ربطت حركة “حماس” ذلك بتسجيل تقدّم في ردّ الاحتلال على أهم مطالب المقاومة، وهما وقف العدوان ورفع الحصار على غزة. وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي العام في الشارع الإسرائيلي أن 73 بالمائة من الإسرائيليين يعتبرون أن حكومتهم عجزت عن تدمير قدرات “حماس”، نتيجة يؤكدها تقرير صحفي لقناة “الجزيرة” أظهر أن الأنفاق التي قال الجيش الإسرائيلي إنه تم تدميرها لا تزال قائمة، فظهر صحفي “الجزيرة” رفقة مقاتلي “حماس” في عدد من هذه الأنفاق، كما ظهر مجاهدو “حماس” في نقاط قريبة من حدود القطاع ينتظرون أوامر القيادة العسكرية.