"أعاهد الله بأنني سألتزم وأؤيد الإسلام الحنيف، سأحترم الدستور والقوانين وسأطبقها، وسأدافع عن استقلال وسيادة أفغانستان، وسأحمي حقوق ومصلحة البلاد والشعب".. كلمات قالها أشرف غني أثناء تأديته اليمين الدستورية صباح اليوم، كرئيس أفغانستان الجديد، في احتفال ومراسم رسمية في كابول، بعد المنافسة الشديدة مع خصمه عبدالله عبدالله في الدورة الثانية من الانتخابات التي جرت يونيو الماضي. القوات الأجنبية تستعد للانسحاب من البلاد، والقتال ضد حركة طالبان ومتشدديها محتدم، أوضاع غير مستقرة تسلَّم بها "غني" بلاده، فقبل تأدية اليمين الدستورية هاجم انتحاري نقطة تفتيش أمنية قرب مطار العاصمة، مستهدفًا مبنى حكوميًا في إقليم باكتيا، وهو ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا بين رجال الشرطة والمدنيين.وينتمي "غني" لقبيلة البشتون ذات التأثير الواسع في أفغانستان، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في كابول، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وحصل على البكالوريوس عام 1973، وأثناء وجوده في لبنان، التقى بزوجته رولا سعد، وبعد عودته لكابول تعلم الدراسات الأفغانية وعلم الإنسان في جامعة كابول، ونتيجة اجتهاده وتميزه، حصل على منحة الحكومة عام 1977 للحصول على الماجستير في علم الإنسان من جامعة كولومبيا في الولاياتالمتحدة."بناء الدولة والتحول الاجتماعي"، كان المحور الذي تركزت عليه أبحاث ودراسات الرئيس الأفغاني الجديد أثناء تعليمه في كولومبيا، وانضم لهيئة التدريس في عدد من الجامعات على مدار سنوات عديدة من 1973 وحتى عام 1991، منها جامعات كابول وآرهوس في الدنمارك وكاليفورنيا وجونز هوبكنز، ولم يقتصر على التعمق في علوم الإنسان بل درس مقارنة بين الأديان، وبحث في المدارس الدينية الباكستانية، كما عمل في البنك الدولي وأصبح خبيرًا في صناعة الفحم الروسي، وبعد الإطاحة بطالبان في 2001، أصبح مستشارًا خاصًا للأمم المتحدة في كابول.واستمرت مسيرة "غني" ليصبح مهندسًا رئيسيًا للحكومة الانتقالية، ثم وزيرًا للمال في عهد الرئيس السابق حامد كرزاي في فترة 2000-2004، واستطاع أن يترك علامة بارزة خلال هذه الفترة، بعد أن طرح عملة جديدة ووضع نظامًا للضرائب، واستطاع استقطاب رجال الأعمال الأفغان المغتربين للاستثمار في بلادهم، ثم ترشح لانتخابات الرئاسة الأفغانية عام 2009، إلا أنه لم يحقق نتائج تؤهله للرئاسة.ويتَّبع "غني" روتينًا يوميًا في حياته بانتظام، وبعد إصابته بسرطان المعدة وإزالة جزء منها، أصبح يتناول وجبات خفيفة فقط، ولم يهزمه مرضه بل زاده إصرارًا وترشَّح ثانية هذا العام في الانتخابات، التي حصل في الجولة الأولى بها على 31,6% من الأصوات مقابل 45% لخصمه عبدالله، ومارست الولاياتالمتحدة ضغوطًا تسببت في تشكيل حكومة وحدة وطنية، أعلن بعدها "غني" فائزا في الانتخابات، دون الكشف عن أي أرقام، وهو ما أُشيع بسببه حدوث عمليات تزوير في الأصوات التي بلغت ثمانية ملايين، وعلى الرغم من ذلك إلى أن نهاية الانتخابات وإعلان الرئيس الجديد يعد انتقالًا للسلطة بعد الأزمة التي أُثيرت بسبب نتائج الجولة الأولى.