كشفت كريستين بيرلي، نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن هذه الأخيرة باشرت اتصالات مع الجماعات المسلحة في مناطق النزاعات عبر العالم بغرض تحسيسها وإقناعها باحترام مصالح السكان الأبرياء والمدنيين، مضيفة أن المشكل الذي تعاني منه اللجنة يقتصر لحد الآن على ليبيا بسبب تعدد وانقسام الحركات المسلحة، ما يصعّب علينا عملية التواصل معهم. جاء ذلك خلال الندوة الصحفية التي نشطتها، أمس، كريستين بيرلي بفندق الجزائر في العاصمة، تتويجا لزيارتها للجزائر، والتي تباحثت خلالها مع عدة مسؤولين في الحكومة، على غرار وزير العدل الطيب لوح، ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، إضافة إلى إشرافها على افتتاح الاجتماع العاشر لخبراء القانون الدولي للإنسانية للدول العربية، الذي ناقش موضوعية كيفية حماية ضحايا النزاعات المسلحة. وعن تواجدهم في الجزائر، أوضحت بيرلي بأن هناك تعاونا بينهم وبين الهلال الأحمر الجزائري، الغرض منه نقل تجارب الصليب الأحمر من خلال مختلف العمليات التي يشرف عليها، للهلال الأحمر الجزائري. كما أضافت المتحدثة أنهم باشروا ومنذ سنوات زيارات دورية لسجون ومراكز الاعتقال في الجزائر، مشيرة إلى وجود تحسّن ملحوظ في مجال تسيير هذه المؤسسات منذ الشروع في عملية الإصلاح التي مستها. وحول ما إذا سجلوا وجود تجاوزات، أكدت بيرلي “أنها أمور سرية نتحاور حولها فقط مع الحكومة الجزائرية” وأنهم سيواصلون زياراتهم التي ستمس كل مؤسسات إعادة التربية ومراكز الاعتقال. اهتمام النازحين الأفارقة والسوريين وردا على سؤال ل”الخبر” حول تعامل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع العائلات التي نزحت إلى الجزائر من كل من مالي والنيجر وسوريا، أشارت بيرلي إلى أنهم في تواصل مع الهلال الأحمر الجزائري لمعرفة كيفية مساعدة هذه العائلات من أجل إعادة ربط علاقات بينها وبين عائلاتها المتواجدة بالوطن الأم، وهو ما تم التعامل به في حالات مشابهة في دول أخرى. وأضافت بيرلي بخصوص تواصلهم مع الجماعات المسلحة عبر مختلف الدول التي تشهد عدم استقرار داخلي، أن الصليب الأحمر طالما تمكن من إجراء تغييرات إيجابية، مشيرة إلى أنهم باشروا منذ فترة التواصل في سرية تامة مع هذه المجموعات من أجل تحسيسها باحترام مصالح سكان أي دولة ينشطون بها، وأن هناك مشكلا مطروحا بخصوص تلك المجموعات التي تنشط في ليبيا بسبب تعددها وانقسامها.