أدانت الجزائر الاعتداء الذي استهدف مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”، معربة عن تضامنها مع الشعب والحكومة الفرنسيين. وأبدت الجزائر قلقها إزاء تداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت الصحيفة، على الجالية المسلمة في فرنسا، ونبهت إلى عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام. أعرب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية لنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند عن إدانة الجزائر الشديدة للهجوم الإرهابي الذي اقترف، أمس، بباريس، ضد مقر صحيفة “شارلي إيبدو”. وجاء في البرقية “في هذا الظرف الذي تتكبّد فيه فرنسا هذه المحنة المأساوية، أعرب لكم ولذوي الضحايا باسم الجزائر عن تعازينا الخالصة، وإدانتنا الشديدة لهذه الجريمة البشعة التي ليس لها من مبرر”. وأكد بوتفليقة “عزم الجزائر على مكافحة الإرهاب التي تستدعي مزيدا من التعبئة من قبل المجموعة الدولية”، مؤكّدا أن “الشعب الجزائري الذي قاسى سنين طويلة ويلات الإرهاب، ليقدّر مصاب الشعب الفرنسي الصديق ويعرب له من خلالكم عن تضامنه وتعاطفه”. وحذرت الجزائر في أعقاب هذه العملية الإرهابية من عمليات انتقام قد تطال المسلمين في فرنسا. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أنه “وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تتميز بموجة من المظاهرات المناهضة للإسلام، فإن الجزائر تحذر من الخلط وتشويه صورة الجاليات المسلمة في أوروبا، التي هي أول من يدفع ثمن انحرافات بعض الأشخاص أو الجماعات المهمشة”. ولفت البيان، الذي أدان بشدة العملية الإرهابية، إلى أن “الجماعات المهمشة تشوه بتصرفاتها الإجرامية صورة الإسلام الذي كونه دين سلام وأخوة يقدس حياة وكرامة كل إنسان”. وأدان البيان بشدة الاعتداء ووصفه بالعمل الإرهابي الجبان، واعتبر أن “العمل الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة فرنسية مدان، أيا كانت دوافع منفذيه، والجزائر تدين بشدة هذا الاعتداء الإرهابي الذي لا يمكن تبريره”. وأضاف بيان الخارجية الجزائرية أن “الرعب الذي ميز هذا الاعتداء الدموي، يفضح ادعاء منفذيه الدفاع عن أي قضية كانت أو تمثيل أي مجموعة كانت”، مؤكدا أن “الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا بسبب الإرهاب والتطرف، تعرب عن تضامنها مع الشعب والحكومة الفرنسيين وكذا عائلات الضحايا”.