تظاهر حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي اعتبر نفسه "ممنوعا من الوجود" في المسيرة الباريسية التاريخية ضد الارهاب، في مدينة صغيرة جنوبفرنسا غداة الرفض الصاعق لمؤسسها جان ماري لوبن التضامن مع حركة "انا شارلي". ابنته مارين لوبن، الرئيسة الحالية للجبهة الوطنية، تندد منذ ايام ب"استبعاد" حزبها من "المسيرة الجمهورية" التي حشدت اكثر من مليون ونصف في باريس وان كان الرئيس فرنسوا هولاند اعلن ان "كل المواطنين" مدعوون للمشاركة فيها. والاحد استقبلت مارين لو بن بالتصفيق من قبل نحو الف شخص تجمعوا في مدينة بوكير الصغيرة في جنوبفرنسا التي تضم 16 الف نسمة ويراس بلديتها منذ اذار/مارس الماضي عضو في الجبهة الوطنية. وقالت لوبن "شكرا لحضوركم من اجل التذكير بقيم الحرية" وذلك في كلمة قصيرة من شرفة مقر البلدية الذي رفعت عليه لافتة تقول "انا شارلي - تحية لضحايا الارهاب الاسلامي"، ليرد عليها مؤيدوها "نحن في وطننا". ولاحظ مراسلو فرانس برس بعض التوترات اثر التجمع بين عدد من المسلمين وبين انصار للجبهة الوطنية. كانت الجبهة شهدت انقساما بشان الموقف المتبع حيال رسامي شارلي ايبدو، الذين كانت الجبهة الوطنية من ابرز اهدافهم، والذين قتلوا في الهجوم على مقر الاسبوعية الذي خلف 12 قتيلا الاربعاء الماضي. وقال جان ماري لوبن بشان "اعداء الجبهة الوطنية" في شريط فيديو "انا اسف. انا لست شارلي" مؤكدا في الوقت نفسه انه "تاثر" لموت "مواطنين" ومنددا مع ذلك ب"الفكر الفوضوي التروتسكي" لشارلي ايبدو. واختار لوبن لحظة بدء المسيرة الباريسية لاعلان ترشحه على راس قائمة الجبهة الوطنية للانتخابات المحلية في جنوبفرنسا.